جمالية الإنشاء الطلبى فى عينية لقيط بن يعمر الإيادى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم البلاغة والنقد کلية الدراسات الإسلامية والعربية فرع البنات بالزقازيق

المستخلص

فالشعر الجاهلى يمتاز بأنه البداية المؤسسة الراسخة لعصور الشعر العربى التى توالت فيما بعد، ومن ثم حظى هذا الشعر باهتمام الباحثين، ومتذوقى الأدب، والمستشرقين، واعتبروه القمة الشامخة للفنالعربى الأول.
وقد قام الشعر الجاهلى على کاهل عدد من الشعراء الفحول الذين حافظوا على وجهه الجميل ، وأورثوا قيمه الفنية للأجيال التالية, وأبدعوا فيه قصائد رائعات وظفوها فى تصوير انفعالاتهم، وتشخيص آلامهم وآمالهم ، والتغبير عن سلوکياتهم، وعاداتهم وتاريخهم ومساجلاتهم الماتعة.
ولقيط بن يعمر الإيادى واحد من هؤلاء الشعراء الفحول الذين جاء شعرهم – على قلته- مترجما عن عواطفهم تجاه مجتمعاتهم القبلية.
وقد قدر لهذا الشاعر أن يقع فريسة لمحنة عظيمة علم بها من خلال عمله کاتبا للرسائل فى ديوان کسرى ،ألا وهى محنة غزو کسرى ملک الفرس لقبيلته إياد، فسببت فى نفسه آلاماً عميقة، واستثارت فيها انفعالات عنيفة، ليذوق الذلة بعد العز، والضيق بعد السعة, والاکتواء بنار التجربة, والشقاء بجليد المحنة, مما جعله يحمل قيثار شعره التحذيرى ليرتل عليه دلائل إنذاره لقومه فى رسالته التى حرص على إبلاغها إليهم عبير الفيافى والقفار، خوفا عليهم من أن تستأصل شأفتهم - على يد کسرى وجنوده الذين امتلأت قلوبهم حنقا وحقداً عليهم – وإنذارً لهم من خطر داهم يدبر لهم فى الخفاء، لعل فيهم من يرى ومن يسمع.
لذا وجدتنى مدفوعة إلى مصاحبة الشاعر فى هذه المحنة الرهيبة من خلال رسالته التحذيرية إلى قومه، والمتمثلة فى عينيته، ومسلطة الضوء على عبقريته الشعرية الفذة التى کانت خير معين له فى هذه المحنة، وذلک من خلال دراسة جمالية الإنشاء الطلبى فى هذه العينية، لما له من مکانة بلاغية فى الکشف عن خبايا النفس، وخفايا أسرارها، وتدعيم الحجة بالدليل والبرهان، مما يناسب المقام الذى سيقت من أجله هذه القصيدة (العينية) التى نالت شهرة واسعة فى کتب التراث العربى ، بأنها خير قصيدة تحذيرية نظمها العرب.
وهذه العينية محل الدراسة نص شعرى من ديوان لقيط بن يعمر الإيادى - تحقيق عبدالمعين خان – طبعة مؤسسة الرسالة – بيروت- سنة 1987م.
ولما کان البحث قائماً على الدراسة التطبيقية فإننى لم أتعرض کثيراً لذکر المصطلحات البلاغية القائمة على التقسيم، وکثرة الآراء البلاغية.
وقد حاول هذا البحث أن يطيل النظر بتأن وشمول فى عينية لقيط بن يعمر الإيادى عبر شعره بحثا عن جمالية الإنشاء الطلبى فيها، وقد استقام له ذلک من خلال ثلاثة محاور، تسبقها مقدمة، وتعقبها خاتمة، ثم ثبت بالمصادر والمراجع.
المحور الأول: لقيط بن يعمر الإيادى سيرة حياة.
المحور الثانى: عينية لقيط وقيمتها الفنية.
المحور الثالث: جمالية الإنشاء الطلبى فى عينية لقيط.
ثم أنهيت هذا البحث بخاتمة تضمنت أبرز النتائج والتوصيات التى أسفر عنها هذا البحث.
وبعد.. فقد بذلت جلّ جهدى فى إخراج هذا البحث على وجه أرتضيه، وآمل من الله – عز وجل – أن ينال رضاکم، وأن يکون فاتحة دراسات أخرى على الدرب نفسه.
الله أسأل أن يوفقنى لإتمام ما بدأته ، وتحقيق ما قصدته ، وأن أکون ممن تجتهد فتصيب، إنه سميع مجيب.
د. انتصار محمود حسن

الكلمات الرئيسية