ألفاظ الخصوص عند الأزهري في تهذيبه جمعاً ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة في کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات في سوهاج

المستخلص

     فإن ظاهرة الخصوص من الظواهر اللغوية البارزة في اللغة العربية ، التي تؤکد الارتباط المحکم و التماسک التام بين أصول الشريعة وأصول العربية . ([1]) لذا عُني بها اللغويون والأصوليون بوجهٍ خاصٍّ لصلتها الوثيقة بأحکام الشريعة ([2]) .
     فللخصوص أهمية کبيرة في استنباط الأحکام الفقهية ، کما أن لها أثراً بارزاً في اختلاف الفقهاء .([3])        
   وإن خير ما يعين على فهم کتاب الله هو دراسة لغتنا العربية ، ومعرفة أسرارها ؛ تلک اللغة التي شرف الله منزلتها ،وجعل علم الدين والدنيا منوطاً بمعرفتها ؛ إذ هي لغة کتابه، ولغة نبيه-صلى الله عليه وسلم-ولغة أهل جنته.                                                        
ولا يمکن لطالب العلم الشرعي أن يکون بمعزل عن علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة ودلالة..... لأنها مفتاح الفهم والتفقه في الدين ، ولا سبيل إلى ذلک إلا بالتمکن من اللغة وعلومها ، وقد ربط الإمام الشافعي - رحمه الله - بين الفقه واللغة حين ذکرهما معًا بعد تعلم کتاب الله - جل وعلا- فقال:( من تعلم القرآن عظمت قيمته ، ومن نظر في الفقه نبل مقداره ، ومن تعلم اللغة رق طبعه). ([4])
وقدحظيتظاهرةالخصوصباهتمامٍکبيرمنالعلماءوخصهابعضهمفيبابخاصبهافيمؤلفاتهم .
   وإن ظاهرة الخصوص -والعموم کذلک- لتؤکد مفهوم وحدة النصوص ، إذ لا يکتفي وفق هاتين الظاهرتين بالنظر إلى النص نظرة تجزيئية تفکيکية ، وإنما ينظر إليه نظرة واحدة شاملة موضوعية ، تربط النصوص بعضها ببعض ، وفق شبکة من العلاقات اللغوية والعقلية ، منها العموم والخصوص .([5])
"ويتصل هذا الجانب بما وقف عنده اللغويون القدماء من العلاقات الدلالية القائمة على المساحة أو الدرجة التي تشغلها دلالة لفظ من الألفاظ فهناک _ کما لاحظوا_ کلمات ذات دلالة عامة تشمل کلمات أخرى کثيرة "  ([6]) وکلمات ذات دلالة خاصة لا تتجاوزها إلى غيرها.
ولما کان للخصوص تلک الأهمية - التي فطن إليها اللغويون القدامى ومنهم الإمام أبو منصورالأزهري- کان هذا البحث الذي عنونته:
( ألفاظ الخصوص عند الأزهري في تهذيبه جمعاً ودراسة)
 فقد ذکر الإمام أبو منصورالأزهري خصوص دلالة حوالي ستة وتسعين لفظاً في کتابه تهذيب اللغة ، قمت بجمعها ثم ترتيبها ترتيباً ألفبائياً ،ثم دراسة هذه الألفاظ ومعالجتها وعرض أقوال اللغويين فيها .
وقد بدأت البحث – بعد هذه المقدمة – بتمهيد فيه حديث تعريفي موجز عن الإمام أبو منصورالأزهري ، وعن کتابه (تهذيب اللغة) ، وعن الخاص : تعريفه، واهتمام العلماء به، وأهمية دراسته .
ثم دراسة ألفاظ الخصوص التي قرر خصوصها الأزهري. ثم أعقبت ذلک بخاتمة فيها أهم نتائج البحث،ومراجعه وفهارسه.
 

الكلمات الرئيسية