ما لا ينصرف في ديوان شعر الحادرة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس اللغويات فى کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

فَاللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ أشرف لغات العالمين فهي لغة القرآن الکريم، ولسان سيد المرسلين ص، والحق أنَّ النَّحْوَ العربي  لم يکن إلاَّ خدمةً لکتاب الله الکريم،الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، وهذا بإجماع العلماء.
ومع انتشار الإسلام في بقاع الأرض، ودخول النَّاسِ في دين الله أفواجاً اختلط العرب بالأعاجم وغيرهم ونتيجة لهذا الاختلاط شاع اللحن في الکلام، وتطرق الفساد إلى اللُّغَةِ؛ وکاد أن يدخل في ذلک القرآن الکريم .وهال المسلمين في صدر الإسلام الأمر، وأحسوا بالخطب، فقام أبو الأسود الدؤلي بوضع مبادئ النحو وعرضها على الإمام عليٍ کرَّم الله وجهه فأقره بقوله:(ما أحسن هذا النحو الذي قد نحوت) فآثر العلماء تسمية هذا العلم باسم النحو استبقاءً لکلمة الإمام([1]) .
وجاء من بعده تلاميذ له أخذوا عنه وزادوا فيه، وتلقاه عنه غيرهم؛ ولم يلبث هذا العلم بعد خطوته الأولى أن استقام على الطريق، وتوافر العلماء على الاشتغال به، وتتابعت جهودهم فيه طبقة بعد طبقة، إلى أن استوى عوده وبلغ أشدَّه، وتنوعت فروعه، وتشعبت طرقه ومسالکه، وأصبح علماً له کل ما للعلوم([2])من أصول ومقوِّمات. وبلغ غايته على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ الْعَرَبِيَّةِ، وتلميذه سيبويه إمام النحاة.
وقد أردت أن أَرِدَ موردَهم وأن أنهل من منهلهم، ونسير على الدَّرْبِ، ومن هنا کان اختياري لموضوع هذا البحث وهو :
ما لا ينصرف في ديوان شعر الحادرة
وقد جَرَتْ عادة النحاة أن يذکروا موانع الأسماء من الصرف في باب من أبواب کتب النَّحْوِ، ويقصرون کلامهم فيه على بعض القضايا والأحکام، دون استقصاء لمسائل هذ الباب، اکتفاءً بورودها في بعض الأبواب الأخرى، ثم جاء العلامة إبراهيم بن السري المعروف بالزجاج أحد أعيان القرن الرابع الهجري فخالف من قبله، وجرَّد همته لتأليف
کتاب في" الصرف " قصره على باب ما ينصرف وما لا ينصرف، وأضاف إليه باباً جديداً في أحکام التسمية بحروف الهجاء وبعض مرکبات الأسماء، وطريقة النطق بهما . وهو باب يتصل اتصالاً وثيقاً بما يحدث في تطور الأسماء في اللغة على مر الأزمان ([3])

وقد أردت أن أطبق القواعد النحوية على نصوص اللغة، وهذا يحتاج إلى دقة شديدة وصبر ومصابرة على ذلک.
عرفت العربية الشعر قبل الإسلام في قصائد مطولة، وکانت للشعر قبل الإسلام مکانة عظيمة، وبلغت مرتبة الشاعر مرتبة الزعيم إذ کانت تبشر بمولده القبائل، والشعر من الفنون الجميلة التي ترقى بذوق الإنسان، وتسمو بأحاسيسه، وهو جميل في تخير ألفاظه، جميل في ترکيب کلماته، جميل في توالى مقاطعه وانسجامها بحيث تتردد ويتکرر بعضها فتسمعه الآذان موسيقى ونغماً منتظماً، فالشعر صورة جميلة من صور الکلام([4]) .
قال رسول اللهص : "إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِکْمَةً" ([5]) .
لهذا وغيره کان اختياري لهذا الموضوع من خلال شعر الحادرة، ومعروف أنَّ الحادرةَ شاعرٌ من شعراء الجاهلية، والشعر ديوان العرب، وبذلک کان ديوانه من مصادر اللغة .
وعن الاستشهاد بشعر شعراء الجاهلية قيل " اعْتُمِدَ في العربية على أشعار العرب، وهم کفار، لِبُعْدِ التدليس فيها، کما اعْتُمِدَ في الطب وهو في الأصل مأخوذ عن قوم کفار لذلک " فَعُلِمَ أنَّ العربي الذي يحتَجُّ بقوله لا يشترط فيه العدالة، نعم تشترط في راوي ذلک . وکثيراً ما يقع في کتاب سيبويه وغيره"حَدَّثني مَنْ لاَ أَتَّهِمُ" و"مَنْ لاَ أَثِقُ بِهِ"، وينبغي الاکتفاء بذلک وعدم التوقف في القبول، ويحتمل المنع " ([6]).
ويشتمل البحث على:
مقدمَّة وتمهيدٍ وفصلين. أمَّا المقدمة فقد ذکرت فيها أهمية الموضوع وسبب اختياري له وأمَّا التمهيد فقد تضمن تعريف الشاعر " الحادرة ".
وأما الفصل الأول :فعنوانه:" دراسة ما لا ينصرف" ويتکون من مباحث :
المبحث الأول: " معنى ما لا ينصرف ".
المبحث الثاني: "العلل المانعة من الصرف"
المبحث الثالث: "أنواع ما لا ينصرف"
المبحث الرابع: " أسباب صرف ما لا ينصرف وحکم منع المصروف"
وأمَّا الفصل الثاني: فعنوانه: " شواهد الممنوع من الصرف في ديوان الحادرة "
ويتکون من مباحث :
المبحث الأول " شواهد ألف التأنيث في ديوان الحادرة "
المبحث الثاني:"شواهد صيغة منتهى الجموع"مفاعل"،"مفاعيل"،"فعالل"، و"فواعل" ،  و " أفاعيل"  في ديوان الحادرة "
المبحث الثالث: " ما يمتنع صرفه لعلتين: الوصفية ، وعلة أخرى في ديوان الحادرة "
المبحث الرابع : "ما لا ينصرف معرفةً وينصرفُ نکرةً في ديوان الحادرة" .
المبحث الخامس:" مسميات بين التأنيث والتذکير والصرف والمنع من الصرف ".
ثمَّ الخاتمة : وتشتمل على أهم  النتائج التي حصلت عليها واستفدت منها ، ثم قدمت فهرساً للمراجع والمصادر ، وأتبعته فهرساً للموضوعات ، ولقد علمني هذا البحث الصبر الجميل والتأني في التفتيش عما يوضح مسائله ويبينها في بطون الکثير من کتب التفسير واللغة والنحو وأعاريب القرآن .
نرجو من الله العلي القدير أن أکون قد وفقت في إخراجه  إنه بالإجابة جدير وهو على کل شئ قدير .
 

الكلمات الرئيسية