الترشيح والتجريد في الاستعارة دراسة في نظرية التلقِّي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر بالقاهرة

المستخلص

         فلقد شاع في کثيرٍ من أقوال علماء البيان أنّ ( الترشيح ) بسبب تقويته الاستـعارةَ ، والزيادةِ التي يُحقِّقـها في تنـاسي التشبيهَ ، أبلغُ من ( التجريد ) الذي أثره في الاستعارة على العکس من ذلک  ، وهذه النظرةُ فيها شيءٌ من التعميم ؛ إذْ لکلِّ مقامٍ مقالٌ ، ولکلِّ کلمةٍ مع صاحبتها مقام ، فضلًا عمّا جاء من استعاراتٍ مجَرَّدةٍ لا يقوم مقام تجريدها شيءٌ ، ولا يُعبِّر عن معناها سواها .
         ولمّا کان ( المتلقِّي ) يمثِّل أحَدَ الدعائم الثلاث التي تقوم عليها عملية الإبداع الأدبي - بعد صاحب النصّ ونصِّه - کان لِزامًا أن تُعرَضَ صُوَرٌ من التلقِّي المقبول وعواملُ قَبولها ، وبعضٌ من الأخرى غير المقبولة وعِلَلِ رفضها ، ومن خلال هذا التعرُّض لتلک الصور - المقبول منها وغير المقبول – ظهرت الکيفية التي يجب الالتزام بها عند القيام بدور التلقِّي في أدبنا العربي الرصين .
         ولذلک فقد تناولتُ شواهدَ من الترشيح ، وأخرى من التجريد بالتحليل من زاوية المتلقِّي ، وذلک في ظلِّ ما عُرِف من معناهما الصحيح ، وما يقتضيه النظمُ ، وما هو مفيدٌ من مبادئ التلقّي الصحيح .
         فجاءت هذه الدراسة - بعد هذه المقدِّمةِ - على ما يأتي :
المبحث الأول : في بيانِ المراد من کلٍّ من ( الترشيح و التجريد ) في أصل اللغة ، ومفهومِهما عند علماء البيان .
المبحث الثاني : جاء کالرد على ما وُجد من إعلاء أحدهما على الآخر ، فوضعَ کلًّا منهما في مکانه اللائق به .
المبحث الثالث : في بيانِ أثر قراءةِ الآخر على النصوص الأدبية ، والدور الذي يُؤديه في إنتاج المعاني .
أما المبحث الرابع : فجاء تطبيقًا من منظور ( التلقِّي ) لصورٍ من الترشيح ، وأخرى من التجريد .
وبعد ذلک خاتمةٌ مُدَوَّنٌ فيها أهم النتائج التي توصّل إليها هذا البحث ، وثبتٌ بالمراجع ، وفهارسُ تُسهِّل الرجوعَ إلى تفاصيل البحث ومکوِّناته .
       } واللهَ الکريمَ أسألُ أن ينفع به ؛ إنه{ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } 0
 
 
 

الكلمات الرئيسية