المعايير النقدية والبلاغية في ضوء أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأردن- جامعة مؤتة کلية الآداب- قسم اللغة العربية

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى محاولة استنطاق ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث  لها تعلق  في جانب إثراء الملاحظات النقدية والبلاغية في الأجناس النثرية في بدايات أطوارها في عصر صدر الإسلام , وملاحظة  جوهر التغيير في النظرة إلى النقد والبلاغة ، ومدى البون بين السابق الجاهلي واللاحق الإسلامي ، وأين تکمن وجوه الشبه من جهة والمفارقة من جهة أخرى.
لقد اتضح  في ضوء هذا البحث أن أثرا عظيما إيجابيا قد أحدثه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب المذکور, ويتمثل في وضع معايير نقدية بلاغية لها تعلق  بشمولية التصور  للکون والحياة , وتوسيع مجال الفکروالنظر خاصة فيما يتعلق بما وراء الکون والطبيعة , وتصويب النظر والاعتقاد بما يتلائم مع رسالة السلام الإسلامية العالمية الخالدة , وتصويب العلاقات الفاعلة بين الإنسان  وخالقه , ثم بين الإنسان وأخيه الإنسان وبين الإنسان والموجودات الحية من حيوان ونبات , وبين الإنسان والجمادات , حيث تم استلهام کل هذه القضايا وإدراجها في ضوء مضامين الإبداعات الشعرية والنثرية وفنون القول المتوفرة آ نذک وتشکيلاتها التعبيرية.
وتردد صدى ذلک إيجابيا في أشعار الشعراء  في عصره صلى الله عليه وسلم ، وکذلک في المقولات النثرية , خاصة الجانب الخطابي ؛ حيث نجد انعکاسات هذه التصورات الجديدة في أشعار حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة ولبيد بن ربيعة والحطيئة  وکعب ابن زهير وأخيه بجير وغيرهم ممن عاصر المصطفى صلى الله عليه وسلم کما تردد صداها عند الخطباء في عصره , ومن جاء بعده من أمثال الصحابة : الخلفاء الأربعة وثابت بن قيس بن شماس وجعفر بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وسعد بن معاذ  وسعد بن عبادة رضي الله عنهم ، فقد کانوا خطباء مفوهين يستضيئون في خطاباتهم  بخطابته صلى الله عليه وسلم , وبآي الذکر الحکيم, ثم الکثير من خطباء بني أمية أمثال معاوية وعبد الملک  وعمر بن عبد العزيز , وخطبائهم أمثال سحبان وائل صاحب الخطبة الشوهاء , وولاتهم من أمثال زياد بن ابيه صاحب الخطبة البتراء,  الذي قال في وصفه الشعبي : " ما سمعت متکلما على منبر قط تکلم فأحسن إلا أحببت أن يسکت خوفا من أن يسيء إلا زيادا , فإنه کلما کان أکثر کان أجود کلاما " ([1]) والحجاج ابن يوسف الثقفي الذي يقول فيه مالک بن دينار : "ربما سمعت الحجاج يخطب , يذکر ما صنع به أهل العراق وما صنع بهم ,فيقع في  نفسي أنهم يظلمونه وأنه صادق , لبيانه وحسن تخلصه بالحجج " ([2]) ثم نجد صداها يمتد عبر القرون  إلى يومنا هذا .
أما المقاييس الفکرية والمعايير النقدية في إطارها الفلسفي العام , فإنا نجد اطروحاته صلى الله عليه وسلم تتکرر من خلال أطر شکلية وقوالب لفظية في الفکر النقدي العربي والغربي على حد سواء، تبرز وتتضح عندما يتقدم الإنسان من معنى الإنسانية خاصة في الفلسفة الواقعية التي تهتم بجوانب المضمون بالإضافة إلى شکلية التعبير ، وتضعف ويصيبها الاضمحلال کلما هبت رياح البعد عن معنى الإنسان عند الإنسان ، وهومانلمسه جليا عند بعض المدارس النقدية الحديثة التي تعتمد على فهم جمال العمل الإبداعي بغض النظر عن مضمونه عند الفلسفة المثالية وجماليات الشکليين .وقد اعتمد هذا البحث المنهج التکاملي في الوصول إلى نتائجه بالترکيز على الاستقراء والتحليل للوصول إلى أهدافه المتمثلة في إظهار مکانة الرسول  صلى الله عليه وسلم في مجالي البلاغة والنقد .
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية