فتح الديان فى تعقب تقويم اللسان دراسة صرفية نقدية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم اللغويات بالکلية

المستخلص

فلکل أمة لغتها التى تعتز بها وتفخر ، ولغتنا العربية هى عنوان مجدنا ورمز وجودنا ودليل وحدتنا ولغة قرآننا .
وقد کانت اللغة العربية – وما زالت – موضع اهتمام العلماء وعنايتهم على مر الأزمان وتتابع القرون والأيام .
وقد أراد الله تعالى أن يحفظ اللغة العربية من اللحن والتحريف فانزل القرآن الکريم عربياً حفظا لها وابقاء عليها ، ولولا القرآن لما بقى للعربية أثر يذکر .
ومن مظاهر حفظ اللغة العربية أن سخر لها علماء أجلاء قاموا بخدمتها ، وتوفروا للبحث والتنقيب عنها ، ولم تحظ لغة فى العالم کله بما حظيت به لغتنا العربية من اهتمام العلماء فمنهم من اشتغل بيان معانى مفرداتها کاصحاب المعجمات ، ومنهم من بحث فى صياغتها وبنيتها کعلماء الصرف ومنهم من اهتم بجملها وتراکيبها علماء النحو ، ومنهم من عنى ببيانها ومعانيها وبديعها کعلماء البلاغة هذا وقد کانت اللغة فى مبدأ الأمر سليمة من اللحن والتحريف يتکلم بها أصحابها بالسليقة ، وذلک لأنهم لم يختلطوا بغيرهم من الامم الاخرى ، فلما اتسعت الفتوحات الاسلامية وانطلق المسلمون العرب فاتحين بلاد العالم واختلطوا بغيرهم من العجم حدث من ذلک اختلاط وامتزاج أدى إلى ضعف اللغة وتسرب اللحن إليها من السنة أهل البلاد المفتوحة وشمل هذا اللحن المفردات والأساليب فهب العلماء المخلصون لمنع هذا الخطر وتنقية اللغة مما أصابها من اللحن الذى شوه جمالها فوضعت قواعد علمى النحو والصرف ثم زاد الخطأ اللغوى فى الاستعمال والالتواء فى الأساليب والخروج عن طريق العرب فى کلامها وانتشر ذلک على ألسنة الکتاب الشعراء ، وفى بطون الکتب .
فقام العلماء المخلصون حفاظا على اللغة بالتنبيه إلى هذا المرض الخطير والحث على الاستعمال الفصيح والأسلوب الصحيح فألفوا کتباً کثيرة فى علاج هذه الأخطاء ، منها على سبيل المثال : 
1-          کتاب ما تلحن فيه العامة للکسائى المتوفى سنة 189 هـ .
2-          إصلاح المنطق لابن السکيت المتوفى سنة 244 هـ .
3-         أدب الکاتب لابن قتيبة المتوفى سنة 276 هـ .
4-         درة الغواص فى اوهام الخواص المتوفى سنة 516 هـ  .
5-         غلط الصعفاء من الفقهاء لابن برى وغيرها کثير .
ولم يتوقف التأليف فى معالجة اللحن اللغوى حتى عصرنا الحاضر ومن هذه الکتب التى اسهمت فى معالجة اللحن اللغوى " تقويم اللسان " لابن الجوزى وهو موضوع البحث ، وقد تصفحت هذا الکتاب وقرأته فوجدت ابن الجوزى فيه يخطئ الفاظاً وأساليب کثيرة ، وينسب الخطأ فيها إلى العامة ، فلفت نظرى هذا الأمر وشد انتباهى فقمت بدراسة هذه الألفاظ والأساليب التى حکم عليها ابن الجوزى بأنها غلط من العامة دراسة نقدية ؛ لأبين فيها مدى صحة حکمه بالخطأ على هذه الألفاظ والأساليب .
وقد ظهر لى أنه مصيب فى معظم هذه الأحکام وقد تعقبته فى بعضها الآخر، ووضحت أنها صحيحة ، مستدلا على ذلک بأقوال العلماء.
وکان من أسباب دراستى لهذا الموضوع ما يأتى : 
1 - إنصاف العامة من بعض الأحکام التى اطلقها ابن الجوزى على ألفاظهم وأساليبهم فخطأها وهى صحيحة .
2              - التعرف على الجهود النقدية عند ابن الجوزى فإن الجوزى شهر عنه أنه من علماء الشريعة والعقيدة ولم يعرف عنه أنه ناقد لغوى فجاء هذا البحث فکشف النقاب عن جهوده النقدية .
 

الكلمات الرئيسية