التَّأصِيلُ اللُّّّغَوِيُّ عند المُطَرِّزِىِّ (ت 610 هـ) في المُغْرِب فى ترتيب المُعْرِب دراسة تحليلية مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة في کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

فإن خير ما يعين على فهم الکتاب الکريم , والوقوف على ما في أسلوبه ونظمه من إعجاز , وعلى ما في السنة النبوية المطهرة , وما فيها من روائع البيان , وجمال الأساليب هو دراسة لغتنا العربية , ومعرفة أسرارها وکنوزها ؛ تلک اللغة التي شرف الله منزلتها , وجعل علم الدين والدنيا منوطًا بمعرفتها ؛ إذ هي لغة کتابه , ولغة نبيه , ولغة أهل جنته .
" وإن أشرف ما عني به الطالب بعد کتاب الله - U - لغات العرب ، وآدابها ، وطرائف حکمها ؛ لأن الله - U - اختارها من بين اللغات لخير وأشرف أمة ، فهي أفصح اللغات لساناً ، وأوضحها بياناً ، وأقومها مناهج ، وأثقفها أبنية ، وأحسنها بحسن الاختصار تألفاً ، وأکثرها بقياس أفعالها تصرفاً " ([1]).
ونظراً لهذه الأهمية فقد نال اللفظ العربي کثيراً من العناية ، والاهتمام ؛ ولم يبلغ قوم في الحفاظ على لغتهم والتفاني في خدمتها والحرص على نقائها ما بلغه العرب.
  ولما کان للتأصل أو دوران المادة حول معنى قيمة لغوية کبيرة ؛ وذلک لأنه « يُثْبِت ويحقق انضباط اللغة وإحکامها ؛ لأنه يثبت أن ألفاظ الترکيب الواحد واستعمالاته تدور کلها في فلک المعنى المحوري ، وليست نثارًا مبثوت الوشائج ، فکل ترکيب وفروعه أسرة لفظيه مترابطة مقابلة لأسرة من المعاني مترابطة ، وهذا هو الأصل الذي ينبغي أن تکون عليه اللغة المحکمة المنضبطة المباني والمعاني » ([2]) .    
  ولما کانت « اللغة العربية في هذا الميدان تعتبر من أبرز اللغات من جهة احتفاظ ألفاظها بالصلة بأصولها الاشتقاقية ، فظهور الصلة في اللغة العربية بين معاني الکلمات ومعاني أصولها التي اشتقت منها هو القاعدة الغالبة ، وليس الأمر کذلک في غيرها من اللغات الحية ، وذلک لسبب أساس  هو ثبات الحروف الأصلية وبقاؤها مهما تبدلت أشکال الألفاظ التي تتکون منها أبنيتها وتصريفها وتبدلت معانيها ، وسبب آخر لوضوح الصلة التي تصل معاني الصيغ بمعاني أصولها هو أن ابتعاد الکلمة عن أصلها الاشتقاقي ، وانقطاع الصلة بينهما أو ضعفهما ينشأ عن حدوث تبدلات صوتية في بناء الکلمة توهم الاختلاف والانقطاع ، وقلما يحدث مثل هذا في العربية » ([3]) .
وفي ضوء تلک الاعتبارات ولما کان للتأصيل تلک الأهمية  التي فطن إليها اللغويون کان هذا البحث الذي عنونته:                              (التّأصيل اللغـــــوي عند المُطَرِّزيّ في المُغْرب فى ترتيب  المعرب)
وقد بدأت البحث – بعد هذه المقدمة – بتمهيد فيه حديث تعريفي موجز عن المطرزي ، وعن کتابه (المغرب في ترتيب المعرب) ، وعن التأصيل : تعريفه، واهتمام العلماء به، وأهمية دراسته .
ثم دراسة المواد  التي ذکر المطرزي أصلها. ثم أعقبت ذلک بخاتمة فيها أهم نتائج البحث ، ثم فهارسه.
وأخيرًا, أدعو الله (I) أن أکون قد وفقت في هذه المحاولة, التي أرجو أن تکون حققت الغاية منها, والله الموفق والمعين, والهادي إلى سواء السبيل.
 
 

الكلمات الرئيسية