الأسس النظرية العامة للنحو العربى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم اللغويات بالکلية جامعة الأزهر

المستخلص

فإن دراسة أصول النحو - بالمعنى الواسع للأصول - من أکثر ما يعود بالفائدة الحقيقية على النحو ودارسيه ، وهذا أمر أوضح من أن يساق عليه الدليل .
والأسس النظرية للنحو - التى هى موضوع البحث - جانب من أهم جوانب أصول النحو ، إذا توسعنا فى هذا المفهوم بعض التوسع .
وأعنى بالأسس النظرية العامة للنحو العربى الأصول والمبادئ الرئيسة التى تمثل الدعائم الجوهرية التى قام عليها بناء النحو العربى ، والرکائز الأساسية التى بنيت عليها فلسفة النحو ، أو نظريته الشاملة بوجه عام .
ولا ريب أن دراسة هذه الأسس دراسة عميقة وفاحصة من أهم عوامل فهم النحو الفهم الصحيح المنشود .
فهذه الأسس - کما سبق القول - تمثل المبادئ الأساسية العامة التى استند إليها تفکير النحاة ، وانطلقت منها تصوراتهم وآراؤهم ، ونبعت منها مذاهبهم واتجاهاتهم .
فمن الجلى إذن أن الکشف عن هذه الأسس والاتجاه إلى بحثها وإلقاء الضوء عليها من أکبر ما يسعد على الفهم العميق للنحو العربى من جانبيه : قواعده ، وفلسفته ، وتمثل إنتاج النحاة فى هذين الجانبين تمثلاً صحيحًا ودقيقًا .
وربما کان البحث فى تلک الأسس ، ووضعها تحت المجهر - کما يقال - منعطفًا جديدًا فى دراسة النحو عامة ، بأصوله وفروعه ، وفلسفته ، وقواعده ، ومذاهبه واتجاهاته  .
وأحسب أن هذا الجانب مازال بعيدًا عما ينبغى أن يکون له من الاهتمام ، وأنه لم ينل بعد ما يستأهله من العناية ، على أهميته الخطيرة التى أشرت إليها .
ومن ثم فربما کان من الأجدى على الباحثين فى النحو أن يولوا وجوههم شطر هذا الفرع من الدراسة النحوية ، إن شئنا أن تکون دراستنا للنحو أکثر جدوى وفائدة ، وأن يکون فهمنا له أکثر عمقًا ودقة .
ومازالت هذه الأسس فى انتظار الباحثين ليضع کل منهم لبنة فى بنائها ، ويستکمل ما بدأه غيره ، حتى تتراکم تلک الجهود ، وتثمر فى النهاية صورة واضحة وافية لتلک الأسس ، وهو عمل بالغ الأهمية دون شک .
وقد جمعت بتوفيق الله وعونه من تلک الأسس ما استطعت من ثنايا المصنفات النحوية المختلفة ، ثم ختمتُ ذلک بتعليق عام موجز .
والأمر - کما ذکرت - فى حاجة إلى جهد أکبر ينبغى أن ينهض به الباحثون .
ومن الجدير بالإشارة إليه هنا أن أحد الباحثين اللغويين المعاصرين - وهو الدکتور تمام حسان - قد تناول هذا الجانب فى کتابه ( الأصول ) ونوَّه بأهميته ، وقد ذکر فى هذا الکتاب عددًا من تلک الأسس ، والتى سماها ( قواعد التوجيه ) ، وقسمها إلى ثلاثة أقسام :
1 - قواعد استدلالية .
2 - قواعد معنوية .
3 - قواعد مبنوية .
وقسم المبنوية إلى : تحليلية وترکيبية ([1]) .
ولا شک أن هذا جهد طيب ، وعمل جدير بالتقدير .
غير أن الدکتور تمام حسان اقتصر فى استخلاصه لتلک الأسس، أو قواعد التوجيه ، کما سماها على ستة مصادر فقط ([2]) ، وصرح بأن أهم هذه المصادر ثلاثة : الإنصاف ، وشرح ابن الطيب المغربى للاقتراح ، والأصول لابن السراج([3])، وهذا صحيح ، فأکثر ما نقل من تلک القواعد کان من هذه المصادر الثلاثة ، وما نقله من المصادر الثلاثة الأخرى لا يتجاوز مواضع معدودة .
وغنى عن القول أن الأمر يحتاج إلى دراسة أوسع ، وبحث أشمل ، ونظر فى المصادر النحوية المختلفة ، لاستخلاص الأسس المتناثرة فيها والمبثوثة فى أثنائها .
ولا ريب أن هذا يجعل الصورة أوضح وأعمق ، وأکثر اتساعًا وتفصيلاً .
وقد قسمت هذه الأسس إلى أربعة اقسام رئيسة ، ووضعت تحت کل قسم ما يشمله من الجزئيات والفروع .
القسم الأول : الأسس المنهجية :
وتشمل ما يلى :
أ - أسس المنهجية العلمية .
ب - أسس الاستدلال .
ج - أسس التعارض والترجيح .
د - أسس التمثيل .
القسم الثانى : الأسس التقعيدية :
وتنقسم إلى قسمين :
1 - أسس نصية .            2 - أسس نظرية .
1 - الأسس النصية : مصادر التقعيد :ضوابطها ومعاييرها . وتشمل :
أ - أسس السماع .
ب - أسس الاستشهاد والاحتجاج .
ج - أسس الحجية اللغوية للقرآن الکريم والقراءات المتواترة .
د - أسس القياس .
هـ - أسس الشذوذ .
و - أسس الضرورة .
2 - الأسس النظرية :وتنقسم إلى قسمين :
1 - القسم الأول :ويشمل :
أ - أسس الإجماع .
ب - أسس الاستحسان .
ج - أسس الاستصحاب .
2 - القسم الثانى :ويشمل :
أ - أسس العامل .
ب - أسس الأصلية والفرعية .
ج - أسس المشابهة .
د - أسس الحمل .
هـ - اسس القوة والضعف .
و - أسس الاستثقال والاستخفاف .
ز - أسس البساطة والترکيب .
ح - أسس الوضع .
القسم الثالث : الأسس المعنوية :وتشمل ما يلى :
أ - أسس المعنى .
ب - أسس الحذف .
ج - أسس التضمين .
القسم الرابع : الأسس التوجيهية :وتشمل ما يلى :
أ - أسس التعليل .
ب - أسس التأويل .
ج - أسس التقدير .
والله أسأل أن يتقبل هذا العمل ويجعله خالصًا لوجهه ، وينفع به .
منه العون والتوفيق ، وإليه الوجهة والغاية ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

الكلمات الرئيسية