البلاغـة النبوية فى حديث " مَثَلُ مَابَعَثَنِى الَّلهُ بِهِ مِنَ الهُدَى والعِلْمِ کَمَثِلِ غَيْثٍ أصَابَ أَرْضَاً............."

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد فى قسم البلاغة والنقد فى کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين فى قنا

المستخلص

فإن الحديث النبوي أبلغ نص بعد القرآن الکريم إجماعا ، مبدع لفظا وترکيبا ، وصورا وأخيلة،  وله نسق معين ، وأسلوبه لايضاهيه أسلوب . ولما کان الوقوف على استکناه معانيه الدقيقة ورقائقه البديعة من الأمور الواجبة التى تنضر وجه من يضطلع بـها ، ثم يشمر عن ساعد الجـد ليبين –– على قدر ما أوتى من وسائل – عن مسالک الهدى والرحمة فيها ، لما کان هذا من الذود عن الدين والمحبة لنبيه – عليه السلام – أتت تلک الدراسة  لتميط اللثام عن البيان النبوي فى  قوله – صلى الله عليه وسلم – " مَثَلُ مَابَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ کَمَثَلِ غَيْثٍ أصَابَ أرْضاً ..." الحديث ([1]) .
وهو يصف فى بلاغة عالية أنواع الناس إزاء تلقيهم دعوة الإسلام .
والحديث – کغيره من أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مفعم بالنکات والسمات البلاغية ، ينيره أدب النبوة التصويري من کل جانب .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون فى مقدمة ، وتمهيد ، ومبحث واحد يمثل التحليل البيانى للحديث الشريف ، ثم الخاتمة ، ومصادر البحث ، ثم فهرس الموضوعات .
هذا وقد کان للوسائل البلاغية أثرها البالغ فى تصوير النماذج البشرية فى البيان القرآني ....وکذلک البياني النبوي ؛ وذلک لقدرة تلک الوسائل على تربية جوانب الشخصية على نحو يولد فى النفس نفورا منها
وبغضا فى سلوکها ، أو ميلا إليها ورغبة فى مشارکتها ، والسير على طريقها .([2])

لذا آثرت العکوف وبذل الجهد والطاقة فى فهم الحديث النبوي الشريف وتدبره واستکناه أسرار ه – بقدر ما أتيح لى من وسائل – معتمدا على المنهج التحليلى البياني .
وقد اعتمدت رواية الإمام البخاري فى باب فضل من عَلِمَ وعَلَّمَ ، مع عدم إغفال الروايات الأخرى التى بها تتکامل الصور وتتناغى الأغراض والمقاصد فى الأسلوب البياني العالى .
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الکريم ، وأن يکون لبنة جديدة فى صرح الدرس البلاغي التطبيقي القائم على تحليل النصوص وتذوقها .
                                                                            والله ولي التوفيق

الكلمات الرئيسية