الشواهد النحوية والصرفية في شعر العَبَّاسِ بنِ مِرْداس السُّلَمِيِّ جمع وتخريج ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس اللغويات في کلية اللغة العربية جامعة الأزهر- فرع الزقازيق

المستخلص

            فإن الشواهد الشعرية والنثرية تمثِّلُ الرکيزة الأساسية ، والأساس الأصيل الذي نشأ عليه النحو العربي ، واعتمدت عليه دعائم البحث اللغوي ، وتقعَّدتْ بناء عليه قواعد العربية ، وانتظمت فرائدها ، وتشکلت جملها ، وتناغمت تراکيبها وتنوعت أساليبها ، وفاضت مادتها ، واتسعت معانيها0
فالشواهد المسموعة عن العرب الخُلَّصِ الموثوقِ بفصاحتهم ، وسلامة سليقتهم وصفاء لغتهم ، ونقاء لسانهم هي روح النحو التي تتلاءم مع قواعده ، وتتفاعل مع أصوله ، وهي دليل النحوي الذي يأنس به ، وحجته التي يرکن إليها في إثبات قاعدة ، أو تقريرها ، أو تأکيد صحتها0
ولهذا فقد تنافس النحويون في معرفة الشواهد ، وحفظها ، واستخراجها من فصيح کلام العرب ، واستحضارها عند الحاجة ، والإتيان بها في مواضعها 0
 والشعر له منزلته الرفيعة ، ومکانته السامية عند العرب ؛ففيه يتغنَّون بمکارم الأخلاق ، وطيِّب الأعراق، ويذکرون أيامهم الصالحة ، وأوطانهم النازحة وفرسانهم الأنجاد ، وسمحاءهم الأجواد ؛ ليَهُزُّوا أنفسَهم إلى الکرم ، ويَدُلُّوا أبناءهم على حُسْنِ الشِّيَم([1])0
وهو ديوانهم ، وخِزانة حکمتهم ، ومستنبط آدابهم ، ومستودع لغتهم ، وسجل تاريخهم ، وأنسابهم ، وأحسابهم ، ووقائعهم ، ومعالم بيئتهم ،ومُخَلِّدُ أمجادهمومآثرهم ، ومفاخرهم ،والذائد عن حُرَمِهم ، والذابُّ عن أعراضهم ، والغُصَّةُ في حُلوقِ أعدائهم0
ولهذا فقد عُني العرب بالشعر عناية فائقة ، واهتموا به اهتماما کبيرا ؛ فنشَّأوا أبناءهم عليه ، وتباهوا واحتفوا بمن ينبغ فيه منهم([2])0
ومن هنا فقد أنس النحويون إلى الشعر في تمثيل لغة العرب ، ووجدوا فيه المادة الخِصْبةَ الثَّارَّة التي تفيض بمفردات العربية ، وتنطق بالأنموذج الأرقى للفصحى وتنضحبالعديد من الأساليب ، والکثير من الاستعمالات ؛ فأَوْلَوه عنايتَهم ، وعکفوا عليه حفظا ، واستقصاء ، وانتقاء ، ودراسة0
 

الكلمات الرئيسية