من حديث النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المساعد بکلية اللغة العربية بجرجا

المستخلص

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين سبيله إلى يوم الدين وبعد ،،،
فإن التعرف على شخصيته r يمکن أن يؤخذ من ثلاث جهات ، يأتى فى مقدمتها القرآن الکريم ؛ لأنه تنزيل رب العالمين ، الذى خلق محمداً بإرادته ، وأحاطه برعايته وعنايته ثم بيانه r عن نفسه ، والذى جاءنا فى سنته المتواترة ، وهو أدرى بنفسه الشريفة منا بعد مولاه ، وأخيراً يأتى حديث أصحابه عنه لمعايشتهم له ، وأخذهم عنه .
وما أجمل حديثه r عن نفسه ؛ لأنه يعرف قدره حق المعرفة ، وحديثه r عن نفسه مأخوذ من حديث القرآن عنه ؛ لأن القرآن عظمه وکرمه ، وبين خصائصه فى قوله تعالى: )وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( [ القلم 4 ] .
وعندما يتحدث r عن نفسه ، فهو يتحدث حديث الصادق الذى لا يکذب ، حديثاً يبين مکانته الحقيقية ، وهذا البحث يعطينا صورة لشخصيته r من خلال بيانه الصادر عنه ، وهو بعنوان : ( من حديث النبى r عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم ) وقد اخترت صحيح مسلم لأنه من أمهات الکتب التى جمعت فأوعت ، وهو أحد الکتب الموثقة ، وقد شهد بذلک المتخصصون من علماء الأمة ، کما أنه يحتوى مادة نصية وفيرة تکفى لأن تقوم الدراسة عليها ؛ وحديثه r عن نفسه جاء متعدد الجوانب ؛ لذا رأيت ضبطها فى عناصر أساسية تحوى بداخلها ما يمکن أن يشمله کل عنصر ، وذلک فى تسلسل منطقى يسهم فى بيان الغرض ، وقامت الدراسة على جمع الأحاديث المعنية ووضعها ضمن العناصر الخاصة بها ، وتحليلها بلاغيا بما يکشف عن وجه الدقة والجمال فيها ، وکيف أسهمت الکلمات والعبارات والصور المتنوعة فى بيان مراده r ، وجاء البحث فى خطته بعد المقدمة فى سبعة مباحث على النحو التالى:
المبحث الأول: حديثه r عن نسبه ، واصطفاء الله لأصوله .
المبحث الثانى: حديثه r عن مولده ، وأسمائه .
المبحث الثالث: حديثه r عن بشريته .
المبحث الرابع: حديثه r عن صلته بربه .
المبحث الخامس: حديثه r عن صلته بأمته .
المبحث السادس: حديثه r عن مکانته بين الأنبياء .
المبحث السابع: حديثه r عما اختصه الله به ، وحيازته للأوائل .
ثم جاءت الخاتمة التى تضمنت أهم النتائج ، ثم الفهارس المتنوعة .
وبعد: فهذا البحث لم يأت إضاء لهوى ، ولا إشباعاً لرغبة ، بل جاء طبقا للنصوص الثابتة عنه r التى لا تأويل فيها ، ولا إفساد لمعانيها ، والتى لا تتعارض مع المنطق السليم، وأصول التفکير الناضج الخصيب ، مما فيه رد على من لم يحفظ عنه r إلا ما أحيطت به شخصيته من هالة التقديس ، ظانين بذلک أنهم يرفعون من قدره ، مع أن الوضع الذى رضيه الله له يجعله فى أعلى مراتب التقدير، ومن الله وحده أستمد المعونة والتوفيق .
                                                                                                                           د/ محمد أحمد أبو زيد حسن
أستاذ البلاغة والنقد المساعد
 فى کلية اللغة العربية بجرجا
 

الكلمات الرئيسية