بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين سبيله إلى يوم الدين وبعد ،،، فإن التعرف على شخصيته r يمکن أن يؤخذ من ثلاث جهات ، يأتى فى مقدمتها القرآن الکريم ؛ لأنه تنزيل رب العالمين ، الذى خلق محمداً بإرادته ، وأحاطه برعايته وعنايته ثم بيانه r عن نفسه ، والذى جاءنا فى سنته المتواترة ، وهو أدرى بنفسه الشريفة منا بعد مولاه ، وأخيراً يأتى حديث أصحابه عنه لمعايشتهم له ، وأخذهم عنه . وما أجمل حديثه r عن نفسه ؛ لأنه يعرف قدره حق المعرفة ، وحديثه r عن نفسه مأخوذ من حديث القرآن عنه ؛ لأن القرآن عظمه وکرمه ، وبين خصائصه فى قوله تعالى: )وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( [ القلم 4 ] . وعندما يتحدث r عن نفسه ، فهو يتحدث حديث الصادق الذى لا يکذب ، حديثاً يبين مکانته الحقيقية ، وهذا البحث يعطينا صورة لشخصيته r من خلال بيانه الصادر عنه ، وهو بعنوان : ( من حديث النبى r عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم ) وقد اخترت صحيح مسلم لأنه من أمهات الکتب التى جمعت فأوعت ، وهو أحد الکتب الموثقة ، وقد شهد بذلک المتخصصون من علماء الأمة ، کما أنه يحتوى مادة نصية وفيرة تکفى لأن تقوم الدراسة عليها ؛ وحديثه r عن نفسه جاء متعدد الجوانب ؛ لذا رأيت ضبطها فى عناصر أساسية تحوى بداخلها ما يمکن أن يشمله کل عنصر ، وذلک فى تسلسل منطقى يسهم فى بيان الغرض ، وقامت الدراسة على جمع الأحاديث المعنية ووضعها ضمن العناصر الخاصة بها ، وتحليلها بلاغيا بما يکشف عن وجه الدقة والجمال فيها ، وکيف أسهمت الکلمات والعبارات والصور المتنوعة فى بيان مراده r ، وجاء البحث فى خطته بعد المقدمة فى سبعة مباحث على النحو التالى: المبحث الأول: حديثه r عن نسبه ، واصطفاء الله لأصوله . المبحث الثانى: حديثه r عن مولده ، وأسمائه . المبحث الثالث: حديثه r عن بشريته . المبحث الرابع: حديثه r عن صلته بربه . المبحث الخامس: حديثه r عن صلته بأمته . المبحث السادس: حديثه r عن مکانته بين الأنبياء . المبحث السابع: حديثه r عما اختصه الله به ، وحيازته للأوائل . ثم جاءت الخاتمة التى تضمنت أهم النتائج ، ثم الفهارس المتنوعة . وبعد: فهذا البحث لم يأت إضاء لهوى ، ولا إشباعاً لرغبة ، بل جاء طبقا للنصوص الثابتة عنه r التى لا تأويل فيها ، ولا إفساد لمعانيها ، والتى لا تتعارض مع المنطق السليم، وأصول التفکير الناضج الخصيب ، مما فيه رد على من لم يحفظ عنه r إلا ما أحيطت به شخصيته من هالة التقديس ، ظانين بذلک أنهم يرفعون من قدره ، مع أن الوضع الذى رضيه الله له يجعله فى أعلى مراتب التقدير، ومن الله وحده أستمد المعونة والتوفيق . د/ محمد أحمد أبو زيد حسن أستاذ البلاغة والنقد المساعد فى کلية اللغة العربية بجرجا
أحمد أبو زيد, محمد. (2011). من حديث النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 15(3), 1729-1808. doi: 10.21608/bfag.2011.27555
MLA
محمد أحمد أبو زيد. "من حديث النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم", حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 15, 3, 2011, 1729-1808. doi: 10.21608/bfag.2011.27555
HARVARD
أحمد أبو زيد, محمد. (2011). 'من حديث النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 15(3), pp. 1729-1808. doi: 10.21608/bfag.2011.27555
VANCOUVER
أحمد أبو زيد, محمد. من حديث النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن نفسه دراسة بلاغية فى صحيح مسلم. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2011; 15(3): 1729-1808. doi: 10.21608/bfag.2011.27555