شرف الفصحى بين شعراء عشرة دراسة في أصداء الدعوة المتجددة للعامية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب والنقد فى کلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا

المستخلص

أحمد الله تعالى على أنه لا إله إلا الله حمدًا کثيرًا طيبًا يليق بجلاله وعظيم سلطانه ، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد أفصح من نطق بالضاد ، وأبين من تکلم فأعرب وأجاد ، ورضي الله – تعالى – عن آله وأصحابه الأمجاد .
وبعد .
ترجع فکرة هذا البحث لزمن مضى کان بحثي فيه عن أطروحة لنيل درجة "الماجستير" ، وبالنظر إلى بعض دواوين الشعر الحديث تتبعًا لإحدى الأطروحات أخذ ناظريَّ عدة قصائد : بعنوان : "اللغة العربية" ، وبمطالعة هذه القصائد بدا لى أن موضوعها واحد وهدفها واحد ، وربما مناسبتها واحدة ، فقد کتبها أصحابها دفاعًا عن اللغة الفصحى ، وبيانًا لفضلها في ظل الهجمة الآثمة والدعوة الهدَّامة بتقديم العجمة والعامية عليها .
وقرأت هذه القصائد التي بلغت عشرًا مرة بعد مرة ، فوجدت في نفسي رغبة ذاتية في تحليلها والموازنة بينها قيامًا بدوري في الذود عن لغة القرآن ، غير أني أرجأت هذا العمل لقادم ، وما کنت أظن أنه سيمتد لسنوات ، إلى أن جاء اليوم وتجددت رغبتي في دراسة هذه القصائد العشر – في نصرة اللغة الفصحى – لتبقي نصوصًا حية تَغُزُّنا بحرابها المدببة ، وتوقظ فينا نخوة الإفاقة في وجه أعداء اللغة الفصحى الباقين على مر الزمن ينعبون کالغربان بأصواتهم المستکرهة ، يتخذون من دعاوي التمدن والتجديد ستارًا ، وهم يحاولون النيْل من لغة القرآن ، يريدون اقتلاعنا من الجذور ، وقطع الأشجار وهي واقفة شامخة .
والحق أني توجهت بهذه الرغبة الذاتية في نصرة الفصحى نحو الشعر ، وهذه القصائد العشر ، إيمانًا مني بأن رفعة اللغة العربية وعزتها لن تکون إلا   بإبداعها ، فبالإبداع وحده تتجدد دماء اللغة ، وينبع شبابها وربيعها ، ويتجلَّى رواؤها وجمالها ، والمبدعون وحدهم هم القادرون على أن يجددوها ، ويضيفوا أشرعة جديدة إلى سفينتها ، فتبعث فيها حياة وأَلَقاً وزهاء ، لاسيما وأن أصحاب الدعوة للعامية والعجمة کان من بينهم أيضًا أدباء ، رضوا بأن يکونوا دعاة   للهدم ، وخَدَمَاً للشياطين ، مما يجعلني أعتقد بأنه ليس هناک من عدوِ لنا يمکن أن يصل فيما يبتغيه إلى مثل ما نفعله نحن بأنفسنا .
أما عن منهجي في هذا البحث ، فأعرض للنص : عنوانه وصاحبه ، ثم أتناول مناسبته ، وفکرته الرئيسة وما تنطوي عليه من أفکار جزئية ، أتبعها بدراسة تحليلية ، وأخرى فنية للقصائد العشر .
وقد صدَّرْتُ الدراسة الفنية لکل نص برصد ظواهر أسلوب شاعره ، فمن درس أسلوب الشاعر کان کمن درس کل شيء فيه ، وبطريق الفن أيضًا أعرض لألفاظه وما يضم من صور التعبير ، وکذلک صوره الشعرية وصنيع الخيال ، ثم أُقَفِّي هذه الدراسة بالحديث عن موسيقا النص وبنيته الإيقاعية .
وقد أفردت لکل قصيدة مبحثًا يطول ويقصر حسب عدد أبيات القصيدة وما يکتنفها من ملامح نقدية وفنية ، واعتبرت ذلک أيضًا في ترتيبها ، ثم قفيت القصائد العشر بمبحث للموازنة بينها ، فقد فطر الناس على حب المفاضلة بين الأشياء لاسيما الآثار الأدبية .
والله عز وجل أسأل أن يتقبل هذا البحث نصرة للغة العربية ، ودعوة لأبنائها لوضع الأيدي على الأيدي والقلوب على القلوب لنعيد للغتنا مجدها التليد .                                                                                                                                        الباحث

الكلمات الرئيسية