مراحل تطور الشعر اليمنى الحديث (قراءة تحليلية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الأدب والنقد کلية اللغة العربية ـ فرع الزقازيق

المستخلص

الحمد لله على جزيل آلائه وجميل نعمائه والصلاة والسلام على اشرف رسله وأکرم أنبيائه ، وتمام النبيين وخاتم المرسلين محمد بن عبدالله ، سيد العرب والعجم ، وخير من وطئ الثرى على قدم ، صوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه الذين تألقوا فى سماء الإيمان ، وبسقوا مع فروع الإحسان وأبدعوا فى دراسة الحياة واتبعوا مسالک النجاة ، وأضحوا مصابيح الهدى ومنارات الرشاد ... وبعد
فإن الشعر هو فن الترجمة عن الوجدان والتعبير الصادق عن خلجات النفس والإفصاح عن التجارب والأحداث التى يمر بها الإنسان فى حياته وتصوير ما يموج فى المجتمع من أحداث وما يدور فيه من صراعات ، وما يحدث فيه من رکود وخمول ونهضة وازدهار ، وما يطرأ عليه من تطور فى جميع مناحى الحياة.
والشعر اليمنى الحديث جزء أصيل من التراث الشعرى فى الأمة العربية فهناک تلازم وتشابه وتشابک ووشائج تربطه بهذه الأمة وأحداثها المختلفة ـ سياسيا واجتماعيا وثقافيا وأدبيا ـ وکانت المعاناة القاسية التى عاشها الشعب اليمنى فيما قبل الثورة الأثر العميق فى تشکيل وعى الشعراء اليمنيون ومزجهم بين فنهم الشعرى وواقعهم البائس الناجم عن الحکم الإمامى البغيض والمحتل البريطانى الآثم فى جنوب البلاد.
وزاد هذا المزج وتلک الصلة الوثيقة بين القطر اليمنى وغيره من الأقطار العربية بعد الثورة اليمنية المبارکة ، وأقبل الشعراء اليمنيون يشيدون بالثورة وما حققته لهم من حرية وما أتاحت لهم من الاتصال الکبير بالتطور الواسع للحرکة الأدبية فى الأقطار العربية ، ومن ثم کان الدافع لى فى هذه الدراسة هو الکشف عن الدور الرائد الذى قام به الشعراء اليمنيين فى الشعر قبل الثورة وبعدها وبيان مکانة الشعر اليمنى ومنزلته فى الأدب العربى بوصفه صوتا من أصوات الوجدان القومى المشترک.
وقد جاءت هذه الدراسة فى مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة وقائمة للمصادر والمراجع ، عرضت فى المقدمة بإيجاز للصلة بين الشعر اليمنى وغيره فى الأقطار العربية الأخرى والدافع لهذه القراءات التحليلية فى مراحل تطور الشعر اليمنى الحديث ، ثم کان المبحث الأول وفيه تحدثت عن أولى مراحل تطور الشعر اليمنى الحديث وهى مرحلة الکلاسيکية ، مرحلة الإحياء والبعث والتقليد للنماذج الشعرية الرائعة لشعراء عصور الازدهار فى القديم والحديث  ، فى القديم أمثال قصائد المتنبى والبحترى وأبى تمام وابن زيدون وأبى العلاء المعرى ، وفى الحديث أمثال قصائد البارودى وشوقى وأبى شادى والشابى وغيرهم.
وأما المبحث الثانى فتحدثت فيه عن المرحلة الثانية من مراحل تطور الشعر اليمنى الحديث وهى مرحلة الرومانسية التى حاول الشعراء اليمنيون فيها الانتقال بالقصيدة من مناخ التقليدية الصارمة إلى المناخ المنفتح إلى الجديد بوصفه حياة جديدة للشعر والشاعر وخروجا من دائرة التقليد إلى التجديد.
ثم کان المبحث الثالث وتحدثت فيه عن المرحلة الثالثة وهى مرحلة الجمع بين الکلاسيکية والرومانسية ، فخرجت بعض قصائدهم يحاکون فيها الشعراء العرب القدامى فى أساليبهم وصورهم وموسيقاهم ، وخرجت قصائد أخرى تعبر عن مکنوناتهم الذاتية وتصور عواطفهم وتجاربهم.
ثم کان المبحث الرابع وتحدثت فيه عن المرحلة الرابعة مرحلة الشعر الجديد ، الذى کان شعراؤه ـ أکثر إقبالا على تبنى الجديد فى مجتمعهم ورفض الوقوع فى إطار المألوف وتجنب المحاکاة والتقليد والبحث عن مناخات أکثر جدة للصورة والمعنى.
ثم کانت الخاتمة وقد أوجزت فيها أهم استنباجات البحث.
وإنى لأرجو الله تعالى أن يکون هذا العمل محاولة مأمولة الثمر ، فإن کان ثمة توفيق فبفضل الله تعالى وتوفيقه ، وإن کان غير ذلک فحسبى الاجتهاد ، وما أبرئ نفسى من التقصير والزلل ، وما توفيقى إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب، وهو الهادى إلى سواء السبيل. 
            
                                                            الدکتور
عاطف عبد اللطيف السيد

الكلمات الرئيسية