ما أنکره الأصمعي وهو لغة دراسة صوتية في لسان العرب لابن منظور

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس في قسم أصول اللغة في کلية اللغة العربية بالقاهرة ، جامعة الأزهر

المستخلص

فلغة العرب لا يحيط بها إلا نبي([1])، هذا ما قرره ابن فارس في کتابه الصاحبي ، وأقره عليه القاصي والداني من أهل اللغة ، وقد " ذهب علماؤنا أَوْ أکثرهم إِلَى أنّ الَّذِي انتهى إلينا من کلام العرب هو الأقلّ ، ولو جاءنا جميعُ ما قالوه لجاءنا شعرٌ کثيرٌ وکلام کثير "([2])، " وأحر بهذا القول أن يکون صحيحًا ؛ لأنّا نرى علماء اللغة يختلفون فِي کثير مما قالته العرب ، فلا يکاد واحد منهم يُخبر عن حقيقة مَا خولف فيه ، بل يسلک طريق الاحتمال والإمکان".([3])
ويشيع في التراث العربي کثير من مظاهر الاختلاف بين العلماء ، حسب طريقة تلقيهم للغة وعرضهم لها ، وقد کان الأصمعي واحدًا من أهم روافد الدَّرس اللغويّ ، وبخاصة في باب جمع اللغة ، يشهد له بذلک - على سبيل المثال - أنَّه کان مصدرًا للأزهري في ( تهذيب اللغة ) فيما يقارب الألف والثمانمائة موضعًا، وللجوهري في ( الصحاح ) فيما يزيد على خمسمائة موضعًا ، ونص عليه ابن منظور أکثر من ألفي مرة في اللسان .
وقد درجت معاجم اللغة - لأمانتها - على إثبات منکري بعض ألفاظ العربية عند عرضها ، فهذا أنکره الفراء ، وذاک أباه الأصمعي ، وهذا لم يقل به ابن دريد ، ولو سلمنا لکل لغوي ينکر ألفاظًا من اللغة ، وترکنا له المجال لذهب معظم اللغة بالإنکار، إلا أن القاعدة تقول " من سمع حجّةً علا من لم يسمع " .
وکنت في أثناء تحضيري لأطروحتي لنيل درجة العالِمية ( الدکتوراه ) ، أقف على کثير من الألفاظ التي يقرها أکابر من اللغويين کالخليل وسيبويه وغيرهما، بينما ينکرها الأصمعي ، فأرجع البصر في هذه الألفاظ فإذا کثير منها لغة عن العـرب ثابتة ، يقول ابن جني في ( باب في صدق النَّقَلة، وثقة الرواة والحَمَلَة ) : " وهذا الأصمعـى - وهو صِنَّاجة الرواة والنَّقَلة ، وإليه مَحَطُّ الأعباء والثَّقَلة ، ومنه تُجنى الفقر والمُلَح ، وهو ريحانة کل مُغْتبق ومصطبح - کانت مشيخة القراء وأماثلهم تحضره - وهو حدث - لأخذ قراءة نافع عنه ، ومعلوم کم قُدِّر ما حُذف من اللغة فلم يثبته ، لأنه لم يقْوَ عنده إذ لم يسمعه ".([4])
فذهبت أنظر في لسان العرب لابن منظور فإذا به - في کثير من المواضع - ينقل عن الأصمعي إنکاره بعض الألفاظ ، فأردت أن أميط اللثام عن هذه الألفاظ ومدى ثبوتها في اللغة ، وإقرار العلماء لها ، فکان الجانب الصوتي أول هذه الجوانب واخترت له عنوان ( ما أنکره الأصمعي وهو لغة ، دراسة صوتية في لسان العرب لابن منظور ) .
واقتضت طبيعة البحث أن يکون في مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة :
أما المقدمة فبينت فيها طبيعة العربية ، وکونها بحر لا ساحل له ، مما يصعب الإحاطة بها إلا لنبي من الأنبياء ، وسبب اختياري للموضوع ، ومنهجي في عرضه .
وأما التمهيد فبينت فيه - في عجالة - التعريف بالأصمعي محل البحث .
وجاء المبحث الأول تحت عنوان : ما أنکره الأصمعي من الصوامت وهو لغة .
أما المبحث الثاني فکان تحت عنوان: ما أنکره الأصمعي من الصوائت وهو لغة.
وجاء المبحث الثالث تحت عنوان : ما أنکره الأصمعي من التسکين وهو لغة .
وجاء المبحث الرابع تحت عنوان : ما أنکره الأصمعي من المهموز وهو لغة .
ثم کانت الخاتمة التي ضمنتها أهم النتائج التي تمخضت عنها الدراسة .
والله U أسأل أن يکون هذا البحث لبنة من لبنات الحفاظ على العربية من ضياع ألفاظها ، کما أسأله Y أن يجعله خالصًا لوجهه الکريم ، إنه نعم المولى ونعم النصير .
د. محمد عبدالعال السيد إبراهيم
 

الكلمات الرئيسية