الدلالة جدلية المعطيات والسياق مفردة النيل فى الشعر العربى نموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد فى قسم الأدب والنقد کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

فيعد البحث الدلالى حقلا من حقول الدراسات النقدية الحديثة ؛ حيث يحتل مکانة بارزة بين مناهجه، واحتلت دراسة السياق منزلة الصدر من هذه الدراسات، وانطلاقا من هذا الزخم الذى يحيط بالمنهج، رأيت أن أدلى بدلوى فى هذا المجال، ووقع اختيارى لمفردة کثر دورانها فى الشعر العربى ، وخاصة المصرى الحديث، وهى مفردة (النيل) ؛ واختيارى لمفردة (النيل) وهى مفردة تعربت([1])، وإن لم تکن عربية الأصل ؛ لما تحمله من قيمة تاريخية ونفسية يختلف تأثيرها بين مبدع وآخر عبر السياقات النصية المختلفة ، وتفضيلى لدراستها فى الجملة الشعرية ؛ انطلاقا من طبيعة لغة الشعر؛ بوصفها بنية مختزلة مراوغة تجمع إلى موهبة المبدع ثقافته ومهاراته التعبيرية، وتنهل من معرفته لتؤدي دورها الدلالى وفق السياقات التعبيرية المختلفة .
والدراسة التى نحن بصددها ، لا تنظر إلى مفردة النيل ، من حيث هى لفظ فى ترکيب ، بل من حيث هى لفظ قابل للعطاء الدلالى فى سياقات تعبيرية مختلفة، فدلالة اللفظ يتوقف على وعى المبدع الذى يستخدمه بما يحمله من طاقات دلالية ، يوجهها وفق سياق الدلالة المرادة ، فاللفظ وحدة تعبيرية قابلة للاستنطاق داخل الترکيب النصى وفق مرادات المبدع، فلا تخلو أى کلمة من دلالة معجمية أساسية غالبا ماتکون فضفاضة ؛ لکنها تستقل بدلالتها حال ترکبها فى جملة أو عبارة دالة ، ويتحقق هذا المعنى من خلال الصلات الدلالية بين مکونات الجملة ، و« لا تقتصر دلالة الکلمة على مدلولها فقط ، وإنما تحتوي على کل المعاني التي قد تکتسبها ضمن السياق التعبيرى. وذلک لأن الکلمات ، في الواقع ، لا تتضمن دلالة مطلقة بل تتحقق دلالتها في السياق الذي ترد فيه ، وترتبط دلالة الجملة بدلالة مفرداتها » ([2]).
 إن القضية من وجهة نظرنا ؛ ليست قضية معنى مفردة في ترکيب ، بل المقصد وعى المبدع بقيمة المفردة ، وقدرته على تفجير الدلالات من داخلها ، بما تحمله المفردة من إرث ثقافى ، وزخم تعبيرى اکتسبته فى مسيرتها التاريخية عبر العديد من التراکيب والاستخدمات التعبيرية ، وتعد دراسة المفردة من خلال تراکيبها الکاشف عن تنوع دلالاتها وفق سياقاتها التعبيرية ، فقيمة المفردات في وظائفها الدلالية([3])0
وتطمح الدراسة إلى الکشف عن السياقات التعبيرية ، والقيم الدلالية التى حملتها المفردة عبر مسيرة الشعر العربى ؛ من خلال الصور والأقيسة المتنوعة في دواوين الشعر العربى ..
وقد اشتملت الدراسة على مدخل نظرى تحدثت فيه عن جدلية الدلالة بين المفهوم والسياق ، وجاءت فى ثلاثة مباحث
المبحث الأول:البعد التراثى للدلالة فى الفکرين العربى الإسلامى
وتناولت فيه ، أولا  : مفهوم الدلالة فى القرآن
               ثانيا : مفهوم الدلالة فى المعاجم العربية
               ثالثا : الدلالة بين الاصطلاح والمفهوم فى الفکر العربى أما المبحث الثانى ، فجاء حول : الدلالة عند المحدثين
وتناولت فيه أولا : مفهوم الدلالة فى اصطلاح المحدثين
             ثانيا : المعطيات الدلالية المعجمية والاشتقاقية ، و التاريخية والاجتماعية والنفسية ...الخ
أما المبحث الثالث ، فناقشت فيه : جدلية المعطيات والسياق
ثم کان الفصل الثانى : التطبيق حول ( مفردة النيل فى الشعر العربى ) نموذجا ، تناولت التطور الدلالى للمفردة فى مسيرة الشعر العربى کله عرضا وتعليقا ، وجاء فى تمهيد وأربعة مباحث ، بدأته بتوطئة تمهيدية حول : القيمة الدلالية للمفردة
ثم کان : المبحث الأول ( المفردة وسياق الترکيب فى الشعر العربى القديم ) من العصر الجاهلى إلى نهاية العباسى
أما : المبحث الثانى : فناقش : تطور سياق المفردة فى الشعر المصرى فى العصر الوسيط ، وصنفت السياق التعبيرى للمفردة 0
أولا : بين الصنعة والعفوية ، ثانيا : الروح المصرية
أما : المبحث الثالث ، فتناول ( سياق المفردة فى الشعر المصرى الحديث ) والزخم التعبيرى والتطور الدلالى لها فى سياق النصوص المختلفة0
ثم کان تتمة المباحث المبحث الرابع : وقمت فيه بتحليل لوحات فنية لشعراء کان النيل مفردة وموضوعا عمود تصويرها الفنى.
وبعد فهذه خلاصة موجزة تعرض طريقة الباحث في التعامل مع دلالات هذه المفردة في الشعر العربى ، والصورة النهائية التى خرج عليها هذا البحث ، فإن کانت مرضية ؛ فمن الله السداد ، وإن کانت قاصرة ، فيکفينى شرف المحاولة .
 
 

الكلمات الرئيسية