ألفيتا ابن معطي ( ت / 628 هـ ) وابن مالک( ت/672 هـ) عرض وموازنة وتقويم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس في قسم اللغويات بکلية اللغة العربية بالزقازيق جامعة الأزهر

المستخلص

فقد کثرت المؤلفات في النحو والتصريف ، وتنوعت بين مصنفات جمعت فـــي طياتها بين مسائل هذين العِلْمين ، کالکتاب لسيبويه ( ت / 180 هـ ) ، والمقتضب للمبرد ( ت / 285 هـ)، ومؤلفات أخرى آثرت الفصل بين موضوعاتهما ، وإفراد کل منهما بالتصنيف ، فاهتم بعضها بمعالجة موضوعات النحو فقط ، کالمقدمة الکافية لابن الحاجب ( ت / 646 هـ)، والمقدمة الآجرومية في علم العربية لابن آجروم ( ت / 723 هـ )، في حين اهتم بعضها الآخر بدراسة موضوعات صرفية ، ککتاب التصريف لأبي عثمان المازني ( ت / 247 هـ ) ، والملوکي في التصريف لابن جني ( ت / 392 هـ ) ، و تفاوتت هذه المصنفات جميعا في استقصاء القواعد المتعلقة بموضوعها ، وأيضا في سهولة العبارة ،وحسن الأداء ، وجودة الترتيب ، وجمال التنسيق والتبويب ، وکان هذا التفاوت أثرا ودليلا على خضوع تلک المؤلفات لسنة التدرج التي اکتنفت هذين العِلمين في أطوار نموهما وارتقائهما وهي سنة ماضية في کل علم أنتجته قرائح البشر .
وقد اجتهد فريق من النحويين في تذليل قواعد النحو والتصريف ، فعمدوا إلى صياغتها في أوزان شعرية مقفاة ، فکان النحو المنظوم ، الذي بذر بذوره الأولى أحمد بن منصور اليشکري  ( ت / 370 هـ ) ، ثم أخذ هذا النوع من التأليف في النمو والرقي إلى أن أوفى على الغاية على يــد ابن معطي( ت / 628 هـ ) ، وابن الحاجب ( ت / 646 هـ ) ، وابن مالک ( ت / 672 هـ) فابن معطي صنف منظومته " الألفية " في النحو والتصريف ، وقلده في ذلک ابن مالک ، أما ابن الحاجب فألف منظومته " الوافية نظم الکافية " وهي نظم لمقدمته في النحو " الکافية ".
ووجدت في نفسي رغبة ملحة في عقد موازنة بين ألفية ابن معطي وألفية ابن مالک، فوفقني الله  - تعالى – إلى کتابة هذا البحث ، وجعلته بعنوان : " ألفيتا ابن معطي : ت / 628 هـ ، وابن مالک : ت / 672 هـ عرض وموازنة وتقويم " وکان رائدي في هذا البحث کتاب " کفاية الإعـراب لابن الخباز الموصلي : ت / 639 هـ ، والکافية لابن الحاجب : ت / 646 هـ عرض وموازنة وتقويم " للدکتور / عبد الجليل محمد عبد الجليل حيث أفدت منه کثيرا، وبخاصة فيما يتعلق بمنهج الکتاب وتبويبه وتقسيمه ، ومما دعاني إلى الکتابة في هذا الموضوع :
أولاً: الوقوف على القيمة العلمية لألفية ابن معطي التي لم تلق قدرا کبيرا من الدراسة والبحث .
ثانيا : التحقق من مدى صدق قول ابن مالک في تفضيل ألفيته على ألفية ابن معطي : * فائقة ألفية ابن معطي * ، وذلک بالوقوف على خصائص ، وميزات کل من الألفيتين ، وبيان المآخذ عليهما .
ثالثا : بيان مدى إمکانية الإفادة من الألفيتين في مجال تيسير الدراسات النحوية وتذليلها للدارسين .
واقتضت طبيعة هذا البحث أن يتکون من مقدمة ، وتمهيد ، وثلاثة فصول ، وخاتمة ، عرضت في المقدمة لبيان أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره وخطتي فيه ، کما قمت في التمهيد بدراسة موجزة عن ابن معطي ، وابن مالک تناولت فيها جوانب من حياتهما ، وآثارهما العلمية .
وجعلت الفصل الأول بعنوان :" السمات العامة لألفيتي ابن معطي وابن مالک " وبينت فيه الخصائص العامـة لکل مـن الألفيتين ، من خلال مبحثين ، خصصت الأول منهما لبيان السمات العامة لألفية ابن معطي ممثلة في : اسم الکتاب ونسبته إلى مؤلفه ، وزمن وطريقة تأليفه ، وموضوعات الکتاب ، ومصادره وشروحه .
وتحدثت في المبحث الثاني عن : السمات العامة لألفية ابن مالک من حيث اســم الکتاب ، ونسبته لمؤلفه ، وزمن وطريقة تأليفه ، وموضوعاته ، ومصادره ، وشروحه ، وختمت هذا الفصل ببيان نتائجه في الموازنة بين الألفيتين من حيث السمات العامة لکل منهما .
وأما الفصل الثاني فجعلته بعنوان : " خصائص منهج ابن معطي وابن مالک في ألفيتيهما " ويشتمل على مبحثين :
المبحث الأول : خصائص منهج ابن معطي في ألفيته
المبحث الثاني : خصائص منهج ابن مالک في ألفيته
وانتهى هذا الفصل بنتائجه في الموازنة بين الألفيتين من حيث الخصائص المنهجية لکلتيهما .
وجاء الفصل الثالث بعنوان:" مآخذ النحويين على الکتابين " وتضمن : المبحث الأول ، وعنوانه : المآخذ على ألفية ابن معطي
المبحث الثاني ، وعنوانه : المآخذ على ألفية ابن مالک ، وأنهيت الفصل بذکر نتائجه في الموازنة بين الألفيتين من حيث المآخذ عليهما ،
وبعد انتهاء الفصول الثلاثة ، والنتائج المتعلقة بکل فصل ، تأتي الخاتمة وفيها النتائج العامة للبحث ، ثم ذيلت البحث بفهارس عامة
والله أسأل أن ينفعني بهذا العمل في الدنيا والآخرة ، وأن يفيد منه طلاب العربية ، والمهتمون بها إنه أکرم مأمول ، وأفضل مسئول .
                                 
 

الكلمات الرئيسية