المعرب فى الحسن والإحسان فيما خلا عنه اللسان لعبد الله بن عمر البارودى الحسينى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وبعد
فقد اتصل العرب فى جاهليتهم وعبر تاريخهم الطويل ، بالأمم المجاورة لهم من الفرس والنبط والروم ، والسريان والأحباش والأقباط وغيرهم ، مما أدى إلى احتکاک اللغة العربية بغيرها من لغات هذه الأمم ، واحتکاک اللغات ضرورة تاريخية لأنه " من المتعذر أن تظل لغة بمأمن من الاحتکاک بلغة أخرى"([1])کما أنه من المتعذر أن تظل لغة فى تطور مستمر فى معزل عن کل تأثير خارجى، واحتکاک اللغات بعضها ببعض يؤدى حتمًا إلى تداخلها([2]) ، ويعنى هذا اقتباس واستعارة هذه اللغات بعضها من بعض ، وتأثير إحداهما فى الأخرى، فبعد أن اقتبست اللغة العربية هذه الألفاظ من اللغات الأخرى أخضعتها لقوانينها وألبستها ثوبها وأصبحت جزءًا من تراثها ، کما أعطت اللغة العربية الکثير من ألفاظها للغات الأخرى ، وهذا التبادل لا يزال مستمرًّا وهو دليل على طواعية اللغة ومرونتها وقدرتها على أن تفى بحاجات أهلها ، فقد تبين للعلماء والمتخصصين أن التعريب مهم جدًّا لحياة الأمة ورقيها وتقدمها وأنه سبب من أسباب نهضتها لأن الدراسة عندما تکون بلغة الدولة يؤدى ذلک إلى الإبداع والابتکار وبالتالى إلى التقدم والرقى ، وقد أطلق العلماء على الألفاظ التى اقترضتها اللغة العربية من غيرها اسم المعرب الدخيل ، ودراسة هذه الألفاظ المعربة له أهمية کبيرة لأنها توقفنا على الأصيل والدخيل فى لغتنا العربية وتوضح لنا تأثر اللغات بعضها ببعض .
وقد قمت بدراسة الألفاظ المعربة فى کتاب (الحسن والإحسان فيما خلا عنه اللسان ) لما اشتمل عليه من عدد من الألفاظ المعربة التى استدرکها صاحبها على اللسان لابن منظور، ولأن بعض هذه الألفاظ نستعمله فى حياتنا المعاصرة کالدستور، والأستاذ، والشطرنج، والنموذج .
لذلک رأيت أن أتناول الألفاظ المعربة الواردة فى الکتاب بالدراسة والتحليل فى هذا البحث ، وقد قسمت البحث إلى : تمهيد اشتمل على أولاً وثانيًا ثم الخاتمة .
فى التمهيد : أولاً :تحدثت عن مؤلف الکتاب والتعريف بکتابه ثم المعرب ، ثم هل ورد فى القرآن الکريم ألفاظ بغير لغة العرب؟ وما الحکمة فى ذلک؟
ثانيًا : تناولت الألفاظ المعربة الواردة فى الکتاب بالدراسة ، وقد قمت بترتيبها على نظام مدرسة القافية .
وأما الخاتمة : فتضمنت أهم النتائج التى توصلت إليها فى هذا البحث .
والله أسأل أن يکون هذا البحث خالصًا لوجهه الکريم ، وأن يکون خدمة للغة التى أعلى الله تعالى قدرها وشرفها بنزول القرآن الکريم بها .
الباحثة
 

الكلمات الرئيسية