مظاهر من المفارقة في القرآن الکريم قصة موسى ـ عليه السلام ـ أنموذجا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملک سعود

المستخلص

ليس الغرض من هذا البحث ، الاشتغال بذکر أنواع المفارقة ، وتمييز بعضها عن بعض، أو بيان تطورها وضبط تعريفاتها ، فقد نهض بذلک من کفانا المؤونة([1])، إنما غرضا النظر في الجانب التطبيقي منها ، لنرى کيف تتحقق المفارقة ، وتتجلى في قصة من قصص القرآن.
والعناية بالجانب التطبيقي– على کل حال -  يعود فيؤثر في تطوير التعريفات، وترميم ما فيها من نقص وحذف ،وما تشتمل عليها من مفاهيم غير صائبة. فالتعريفات والمفاهيم إنما توزن بالنصوص،وبذلک يستقيم أمرها، وتعتدل مسيرتها.
 لکن شيئًا آخر ، قد يحرف هذه المسيرة قليلاً عن استوائها واستقامتها ،کالعناية بالجانب النظري أکثر من الجانب التطبيقي ، أو کالاهتمام بنوع من المفارقة دون آخر، أو الانصراف إلى أقسام دون أخرى.
ولقد حظيت اللفظة المفردة ، والجملة الواحدة ، وما يقرب من هذه الدائرة الضيقة ، بعناية واضحة ، ممن يهتمون بالمفارقة .
وفي حقل الدراسات القرآنية ، خصص الدکتور محمد العبد کتاباً مستقلاً ، يدرس فيه المفارقة في القرآن الکريم. وهي دراسة قيمة، لکنها لم تتجاوز کثيراً العناية (بالمفارقة اللفظية) . وهذه مجالها الکلمة وما حولها ، أو الجملة الواحدة وما يلوذ بها.
أما مفارقة الموقف ، في ( الحدث والسياق )، حيث يتسع المجال ويطول الکلام ، فإنها لم تنل العناية الکافية .
 وأما (المفارقة الممتدة)، حيث يتسع المجال أکثر فأکثر ، ليشمل مشهدًا متکاملاً، وقصة متراحبة([2])، فإن محمد العبد لم يعرض لها في کتابه ، ولا رأينا غيره قد ألم بذلک ، أو حاول معالجته.
ومن هنا عقدت النية ، على النهوض بهذا البحث ، راجيًا أن يکون لبنة تضاف إلى لبنات تقدمت، وإضاءة لجانب تطبيقي ، لم يحظ بالعناية ، وسبيلاً إضافية ، على طريق الکشف عن المعاني والمضامين ، بالنظر من زاوية ، ربما لم ينظر منها إلى آيات القرآن الکريم .
 
 

الكلمات الرئيسية