الاحتکار حکمه والأشياء التي يجري فيها دراسة فقهية مقارنة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ الفقه المقارن المساعد ـ جامعة الأزهر فرع بني سويف

المستخلص

      الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده، سيدنا محمد وعلى آله وصحبة ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.أما بعد:
 فإن الله سبحانه أحل البيع، وحرم الربا، حرم الربا لما فيه من ظلم واستغلال، وبعد عن مبادئ الدين ، والتي منها التعاون والتکافل والتضامن والعدل والرحمة، وحرم الغش والاستغلال ، من أجل استقرار المجتمع وتطوره ، ونشر الثقة والتماسک بين أفرده، ومن أجل البعد عن الحرام ، ومن أجل هذه الأهداف السامية حرم الإسلام کما سبق الربا ) وأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ( (البقرة : 175) وحرم أکل أموال الناس بالباطل ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْکُلُواْ أَمْوَالَکُمْ بَيْنَکُمْ بِالْبَاطِلِ ((النساء: 29) وحرم أکل مال اليتيم ) إِنَّ الَّذِينَ يَأْکُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْکُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ( (النساء: 10) وحرم الغش ( من غشنا فليس منا ) وحرم الاحتکار لما فيه من تضييق على عباد الله بقوله r ( لا يحتکر إلا خاطئ)([1]) وقوله r (من احتکر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى وبرئ الله تعالى منه) ([2]) فاحتکار السلعة حتى تنقص في السوق فيعلوا سعرها على الناس، حيلة غير مشروعة.، بل وسيلة محرمة لما فيه ضرر بالناس, فالمحتکر يضحي بمصالح الناس ليحقق مصلحته فقط ، ولا ينظر مدى الضرر الذي يلحق بغيره من الفقراء والضعفاء .
 لهذا عزمت بفضل الله الکتابة في هذا الموضوع لأهميته للجميع الغني والفقير والدولة أيضا ، والأمة بوجه عام .فأردت بيان حکمه ، وشروط تحريمه ، والأشياء التي تدخل في الاحتکار المحرم ، وماهي الوسائل التي يباح للحاکم أن يتخذها لمنع الاحتکار .
أسأل الله أن ينفع به
وهو من وراء القصد وهو يهدي السبيل .
 

الكلمات الرئيسية