بدائع التوجيهات الفاذّة لـمُـشْکِل القراءات المتواترة والشاذّة دراسة قرآنية نحوية وتصريفية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس في قسم اللغويات في کلية اللغة العربية جامعة الأزهر- فرع أسيوط

المستخلص

       فإن القرآن الکريم رافد ثر، ومداد لا ينفد، ومصدر إلهام دائم، أعز الله به اللغة العربية وشرفها؛ لأنه کتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنزله الله-تعالى-  على نبيه-r-على سبعة أحرف؛ تيسيرا للقارئ؛ وتخفيفا على الأمة.
      وقد اعتمد الرواد من النحاة على القرآن الکريم؛ ليکون مصدرا من المصادر التي اعتمدوها في استنباط قواعدهم، والقراءاتُ القرآنية جزء من القرآنالکريم، رفدت بکل ما جعلها عِلما قائما بذاته، ومعينا لا ينضب.
     ولا يخفى أن النحويين انشغلوا بالقراءات توجيها وتأويلا وتفسيرا وتدوينا؛ وقد استثارهم أوجه التعدد فيها؛ فاختلفت اتجاهاتهم في توصيفها؛ فمنهم من رفض بعضها، وعدّه من الشواذ، ومنهم من انتصر لها ودافع عنها.
      ومما لايخفى على الباحثين أن بعض القراءات المتواترة تحتاج عند توجيهها إلى إعمال فکر وإمعان نظر، وأن بعض شواذّ القراءات يجافي ظاهرها قواعد النحو والتصريف، أو يُتـَّهم من يقرأ بها بالکفر؛ فيستبشع ظاهرها بادي الرأي؛ وهذا ما عَنيته بمشکل القراءات؛ ومن ثم فقد نظرت في القراءات: متواتِرها وشاذها؛ فجمعت ما يسّره الله لي من مشکلها؛ ثم حاولت-قدر جهدي-تأويله، وکشف غامضه، ورفع اللبس عنه؛ في ضوء ما سطره يراع علمائنا العباقرة، وقد أودعته هذا البحث الذي سميته:
 
بدائع التوجيهات الفاذة[1]لمشکل القراءات المتواترة والشاذة
دراسة قرآنية نحوية وتصريفية
       والحق أن کتب القراءات القرآنية والتفاسير واللغة عُنيت بتوجيه القراءات عناية فائقة، ولعل أبرز من أبدع في توجيه مشکل القراءات هو ابن جني فيلسوف اللغة؛ وذلک في کتابه "المحتسب" الذي أفدت منه کثيرا، کما اهتم الباحثون بتوجيهها في رسائلهم العلمية، غير أنه لم ينفرد-حسب علمي-کتاب أو بحث تناول مشکل القراءات المتواترة والشاذة، وکل من تناولوها بالتوجيه والتحليل لم يسلکوا هذا المسلک، بل کتبوا عن قراءات لقراء بأعينهم؛ فخرجوا ما أشکل منها وما لم يشکل.
       والجديد في هذا البحث أنه جمع مشکل القراءات، وعرَضَ بدائع توجيهها، مضيفا إليها بعض الاجتهادات والرؤى النحوية.
هذا، وقد جاء البحث في مقدمة وثمانية مباحث وخاتمة، على النحو الآتي:
 المبحث الأول: ما يختص بالإعراب والبناء، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: حرکة بناء تاء الفاعل - المطلب الثاني: الإتباع 0
المطلب الثالث: إعراب الفعل المضارع - المطلب الرابع: الإعراب بالحروف0
المبحث الثاني: ما يختص بالمرفوعات0               
المبحث الثالث: ما يختص بالمنصوبات0
المبحث الرابع: ما يختص بالإضافة0                
المبحث الخامس: التبادل بين إنّ و أنّ0
المبحث السادس: ما يختص بالتوابع 0             
المبحث السابع: ما يختص بالنداء0
المبحث الثامن: ما يختص بالتصريف 0              
الخاتمة، وقد ضمنتها أهم نتائج البحث وتوصياته، ثم شفعت البحث بفهرس للمصادر والمراجع، وآخر لمحتوى البحث.



[1] ) الفذّ: الواحد، والمنقطع عن أمثاله الخارج منه، والفذ يفيد التقليل، وتمرٌ فَذٌّ: متفرق. انظر الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية للجوهري (ف ذ ذ) تح/ أحمد عبد الغفور عطار-الناشر: دار العلم للملايين-بيروت ط4 سنة 1407هـ‍1987م، والإتباع والمزاوجة لأحمد بن فارس بن زکرياء القزويني الرازي )باب الذال( تح/کمال مصطفى-الناشر: مکتبة الخانجي-القاهرة-لا ت، ومعجم الفروق اللغوية لأبي هلال العسکري (باب الفرق بين الفرد والمتفرد) تح/ الشيخ بيت الله بيات، ومؤسسة النشر الإسلامي-الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين -الطبعة: الأولى 1412هـ.
       وکلمة "فاذة" لها معان عدة منها: المتفردة. انظر: لسان العرب لابن منظور: (ف ذ ذ)- الناشر: دار صادر بيروت-ط3 سنة 1414هـ.
       وهذا المعنى هو الذي عَنيته في عنوان البحث، أي التوجيهات المتفردة في کشف غموض القراءة وإزالة مشکلها، وقد جاءت کلمة الفاذة بمعنى المتفردة-أيضا-في الحديث الشريف:"... وسئل رسول الله- r -عن الحُمُر، فقال:" ما أُنزِل عليّ فيها شيءٌ إلا هذه الآية الجامعة الفاذة:( فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ  * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) سورة الزلزلة:8،7. والحديث في صحيح البخاري 3/113برقم 2371- باب شرب الناس والدواب من الأنهار- تح/محمد زهير بن ناصر الناصر-الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) ط1 سنة 1422هـ.

الكلمات الرئيسية