ظاهرة الفصل بين المتلازمين في الجملة الاسمية دراسة تطبيقية في الأربعين النووية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم اللغة والنحو والصَّرف کلية اللغة العربية – جامعة أم القرى

المستخلص

    فإنَّ الفصل بين المتلازمين من ظواهر اللغة العربية المختلفة التي تُغْري بالنَّظر، وتستدرج قارئها للدراسة .
الأمر الذي جعلني متوکلاً على الله لتتبع هذه الظاهرة المتناثرة في کتب النحاة، وجمع شتات ماتفرق بعضه إلى بعض ، والکشف عن سرٍّ من أسرار العربية وسِمةٍ مِن سماتها في هذا البحث الموسوم بــ :
( ظاهرة الفصل بين المتلازمين في الجملة الاسمية . دراسة تطبيقية في الأربعين النووية )
    وآثرتُ الجملة الاسمية على الفعلية لبروز الأولى بصورة واضحة في کتاب الأربعين النووية ، ولکثرة أنماطها ، إضافة إلى أنَّ( الجملة ) هى مدار الدراسة النحوية ([1]).
وأمَّا عن اختياري للأربعين النووية مجالاً للتطبيق دون سواها مِنْ کتب الحديث فکان لأسباب منها :

·   تحقيق رغبتي القوية في أن تکون دراستي النحوية في رحاب السُّنَّة النبويَّة المـُطَهَّرة ،ولا شکَّ أنَّ الدراسة التطبيقية أنفع وأعظم مما لو کانت دراسة نظرية . فما فائدة أن ندرس ظواهر صمَّاء دون أنْ نطبقها؟!
·   أنها مِن أشهر کتب الحديث المجموعة، وأوفرها حظاً بالدراسة والشرح، فقد عدَّ بعضُهم شروح الأربعين خمسين شرحاً ، بعضها مطبوعٌ ، وأکثرها مخطوط([2]).
·        أنَّ أحاديثها تــُعَدُّ مِن جوامع کلِم رسول الله r ، وأغلبها من أحاديث البخاري ومسلم([3]).
·        نعتُ بعض العلماء لبعض أحاديثها بأنَّ عليها مدار الإسلام، أونصفه([4]).

   وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون في : مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة .
أمَّا المقدمة : فبيَّنتُ فيها أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره ، والخطة المتبعة في تناول موضوعات البحث ، ومنهجي فيه .
وأمَّا التمهيد : فتحدثت فيه عن احتجاج النحاة بالحديث النبوي الشريف .
والفصل الأول : جعلته تحت عنوان (وقفة مع مفردات العنوان)، وضمَّ خمسةَ مباحث :
المبحث الأوَّل : مفهوم الظاهرة ( لغة واصطلاحاً ) .
المبحث الثاني : مفهوم الفصل عند النحاة. وفيه أربعة مطالب : (مفهوم الفصل لغة واصطلاحا، الفرق بين الفصل النحويّ والبلاغيّ والعروضيّ ، الفرق بين الفصل والاعتراض، نوعا الفصل النحوي).
المبحث الثالث : مفهوم التلازم ( لغة واصطلاحاً ) .
المبحث الرابع : الجملة وفيه مطلبان : مفهوم الجملة ( لغة واصطلاحا ) ، أقسام الجملة العربية .
المبحث الخامس : ترجمة موجزة للإمام النوويّ . وفيه ستة مطالب :
  ( اسْمُهُ ونَسَبُهُ ونِسْبَتُهُ، کُنْيَتُهُ ولَقَبُهُ ، مَوْلِدُهُ ونّشْأتُهُ العِلْمِيَّة ، أشْهَرُ شُيوخِه وتلاميذِه ، مؤلفاته ، وفَاتُهُ).
الفصل الثاني : الفصل بين المبتدأ والخبر .
الفصل الثالث :الفصل بين الفعل الناسخ واسمه .
الفصل الرابع : الفصل بين الحرف النَّاسخ واسمه .
  وأما الخاتمة: فقد اشتملت على أهم النتائج التي تمخَّضت عنها هذه الدراسة.
  ثم ذيلت البحث بفهرس للمصادر، والمراجع ، وآخر للموضوعات ؛ تسهيلاً على القارىء الکريم.
   أمَّا المنهج الذي اعتمدته في هذا البحث ، فهو المنهج الوصفي التحليلي ، الذي يقوم على رصد هذه الظاهرة ، ومن ثمَّ تحليلها ، وأقمته على جانبين :

·   الأول : الدراسة النظرية لکل مبحث تناولَ الفصل بين المتلازمين في الجملة الاسمية ، محاولاً من خلالها أن أجعل بين يدي القارىء مادة علمية تتضح من خلالها صور هذه الظاهرة في أذهان الدارسين ، معتمداً على ما جاء مبثوثاً منها عند اللغويون عن هذه الظاهرة ، وما استنبطته من قراءة واطلاع حولها .
·   الثاني : الجانب التطبيقي للمبحث ، واعتمدت فيه على إظهار صور الشواهد النبوية التي تجلَّت فيها هذه الظاهرة  في الأربعين النووية .
·        وحرصت على نسبة الآراء إلى أصحابها ، والبحث عنها فيما بين يديّ من مؤلفاتهم المطبوعة . 
·        کما عرضت آراء المُحْدَثين للتعرف على موقفهم ، مع توثيق آرائهم من مصادرها .
·   وجَّهت النظر إلى الجانب الإحصائى وأوليته طرفاً مِنْ العناية ؛ فبه يمکن الوقوف على  مذهب رسول الله - r - فى استخدامه لبعض التراکيب، وبه تتبين الخصائص الأسلوبية عنده .
·        اعتمدت الروايات الأخرى للأحاديث النبوية – إنْ کان للحديث روايتان - ؛ لتکون الفائدة أعمُّ وأشمل.
·        بيّنتُ بحور الأشعار ، مع ذکر اختلاف الروايات .
·        حاولت ما وسعتني المحاولة أنْ أفرغ قلبي من عاطفة الميل إلى البصريين أو الکوفيين أو غيرهم .

وأن أکون منصفا فى مناقشة جميع الآراء .
    أما المراجع المعتمدة في الدراسة فهي مزيج من القديم والحديث ؛ ليکون القارىء على إلمام بهذه الظاهرة لدى القدماء والمُحْدَثين ، وهي ما حاولت تبيانه في ثبت المراجع .
                                            وبعد،،،،
   فإنْ کنت قد وُفـقت فيه فهذا خير من الله - تعالى - ونِعمة ، وإنْ کانت الأخرى فحسبي أنني قد بذلت الجهد ، ومن اجتهد وأصاب فله أجران ، ومن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد .
   ولا أدَّعي أنني بلغت الکمال في هذا البحث ؛ لأنَّ الکمال لله وحده ، فسبحان الله الکامل فى صفاته ، لا يدرکه نقص ، ولا يطرأ عليه الخطأ .
   ولا أدعى أننى بلغت غاية ما رجوت لهذا العمل ، أو قلتُ فيه ما لا قول بعده ، إنما هو قطرة مِنْ غيث .
والله من وراء القصد ، وهو الهادى إلى سواء السبيل . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
د/ عبدالحميد حمدي عبدالحميد المقدم
 

الكلمات الرئيسية