من دعوة البيان النبوي إلى الوحدة في صحيح البخاري دراسة بلاغية تطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد - کلية البنات الأزهرية طيبة الجديدة -الأقصر

المستخلص

فإن البيان النبوي هو قمة البيان البشري بلا منازع ، فرسولنا الکريم r هو من تنزل القرآن على قلبه بلسان عربي مبين ، فلا غرو أن تنطبع نفسه بمعاني القرآن وأساليبه ، فيأتي بيانه في المنزلة التالية للبيان القرآني، فضلا عن فطرته النقية، ونشأته اللغوية الخالصة، والمنحة الإلهية التي حباه الله بها ؛ فقد أدبه ربه فأحسن تأديبه، علمه البيان، ووهبه أفصح لسان، فجاءت بلاغته من صنع الله "ألهم الله رسوله اللغة وأساليبها، وأفهمه أسرارها، فنفذ في اللغة وأعماقها وضعا وترکيبا، وامتلک ناصيتها، وأحاط بمراميها وأبعادها، وبلغ من ذلک کله إلى الصميم فکان عليه السلام أفصح العرب لسانا، وأوضحهم بيانا، وأعذبهم نطقا، وأبينهم لهجة، وأقومهم حجة ،وأعرفهم بمواقع الخطاب ،وأهداهم إلى طرق الصواب"([1])
وفي هذا السياق يقول الزمخشري "ثم إن هذا البيان العربي کأن الله عزت قدرته خصه وألقى زبدته على لسان محمد عليه أفضل صلاة ، وأوفر سلام" ([2]) من هذا المنطلق آثرت أن يکون بحثي في السنة النبوية المطهرة ، وفي موضوع يمس الواقع الذي نعيشه من فرقة وانقسام بل واقتتال لنرى عظمة البيان النبوي في معالجته، فکان موضوع البحث (من دعوة البيان النبوي إلى الوحدة في صحيح البخاري - دراسة بلاغية تطبيقية)
إذ اخترت مجموعة من الأحاديث التي يدعو فيها الرسول r إلى ما به يلتئم شمل المسلمين ،وتجتمع کلمتهم ،وتتوحد صفوفهم ،ويناصر بعضهم بعضا، ويسعى بعضهم في حاجة بعض، من منطلق حرصه r على أمته وخشيته اختلافهم من بعده ،قال الله- تعالى-:     ([3]) وقمت بتحليل هذه الأحاديث تحليلا بلاغيا، مبينة ما توخى r في نظمها، وحسن تصويره لمعانيها، ودقة بيانه عنها، وما استدعته معانيها من ألوان البديع ؛ لتتجلى لنا روعة هذا البيان في إبلاغ المعاني قلوب السامعين على وجه يهبها الإقناع والإمتاع .لعلنا نرعوي عما نحن فيه من شقاق ، ونتجنب الفتن، ونسعى إلى ما فيه صلاح أمتنا ؛لنقيم مجتمعا متحدا کما الجسد الواحد ،المجتمع الذي أمرنا الله -تعالى - بتحقيقه في قوله :ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ     ([4])ونهانا عن إفساده بالنزاع في قوله :  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ     ([5])ووجهنا إليها حبيبنا r في هذه الأحاديث .
 
هذا وقد عنونت للأحاديث بعناوين مناسبة،ثم أوردت نص الحديث، ثم التحليل البلاغي الذي يبين عن معناه ، ويوضح الحلل التي برز فيها ،ويکشف عن دقة التراکيب ،وعمق المعاني ،وتماسک النصوص وجودة سبکها ،ووحدة نسيجها.
 ثم ذيلت البحث بخاتمة وفهرس للمصادر والمراجع وآخر للموضوعات .
وقد اعتمدت في نصوص الأحاديث على صحيح البخاري دون غيره من کتب السنة ؛إذ هو أصح کتاب بعد کتاب الله عز وجل ،واستعنت بمجموعة من المراجع منها على سبيل المثال :
التصوير الفني في الحديث النبوي ، للدکتور محمد الصباغ ،والحديث النبوي من الوجهة البلاغية،للدکتور عز الدين السيد ،والخصائص الفنية في الأدب النبوي ،للدکتور محمد الدبل ، والأدب النبوي ، للدکتور محمد الخولي .
وقد توخيت أن يخرج البحث في أحسن صورة ما استطعت إلى ذلک سبيلا، فلعلي قاربت الهدف ،عسى الله أن يغفر زلاتنا ، ويلهمنا الصواب ؛إنه على ما يشاء قدير .
د. راوية حسين جابر خليل
مدرس البلاغة والنقد
کلية البنات الأزهرية
طيبة الجديدة -الأقصر
 

الكلمات الرئيسية