نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
قسم الدراسات الأدبية ـ كلية دار العلوم ـ جامعة المنيا ـ جمهورية مصر العربية
المستخلص
إن الدرس البلاغي والنقدى في هذا العصر يعاني من قصور شديد في الناحية العلمية , وخاصة في المرحلة ماقبل الجامعية , فقد قدمت المادة العلمية للطلاب بطريقة دمرت الفكر البلاغي , وأضاعت الحسن النقدى , وبددت الأذواق لدى الدارسين , ففي مناهج البلاغة في التعليم العام ترى وبكل وضوح ما يسمي بالتجريف العلمي البلاغي والنقدى , فتجد موضوعات أساسية بل علماً كاملاً يسمي بعلم البيان لا يتجاوز سطوراً معدودات في الكتاب , فقد عرف الكتاب التشبيه والاستعارة والكناية وذكر الأنواع والأمثلة على حياء شديد , فقد كان كل ذلك في سطور معدودات , وهذا علم المعاني والذى لم نر منه في هذه المناهج إلا قليلاً جداً كالأساليب الخبرية والإنشائية , وعلى خجل أشد نجد التقديم وشيئاً من الذكر والحذف , وما حال علم البديع من ذلك ببعيد , فلم نر ذكراً إلا للطباق و الجناس و السجع , بل خلا منهج الصف الثالث الثانوى العام من كل دروس البلاغة , واكتفي بذكر درسين في الجانب النقدي هما : التجربة الشعرية , والوحدة الفنية , ونرى العجب كل العجب عند نقد النص الشعرى , فلم نر إلا رصداً أميناً للصور البلاغية فهذا تشبية , أو هذه استعارة مكنية , أو تصريحية سر جمالها التجسيم أو التشخيص , وهذه كناية عن صفة أو موصوف , وسر جمالها الإتيان بالمعني مصحوبا بالدليل , وهذا أسلوب إنشائي أو خبرى , وربما هذا تقديم وهذا طباق يبرز المعني ويوضحه , وهذا هو التصور العام للمهنج البلاغي في التعليم العام , فلم تكشف هذه المناهج عن جميل التشبيهات , وروائع الاستعارات , وبديع الكنايات
الكلمات الرئيسية