قراءة لغوية فنية في سينية البحتري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الملك عبدالعزيز

المستخلص

من خلال دراسة سينية البحتري وقراءتها نجد أن الشاعر قد أبدى إعجابه بهذا الصرح فترجم من خلال ذلك ملكة خاصة لا يمتلكها أي أحد إنها ملكة الذوق والإحساس بالجمال وهي فطرة وهبه الله بها فغذّاها بمطالعة روائع الأدب متذوقا ومحاكيا وفي هذه القصيدة نجد أن البحتري قد مثل إحساسه الفريد في وصفه لمعركة انطاكية ووصفه الإيوان وقد أبدع في ذلك من خلال استخدام أساليب متنوعة انتبها فيها لعملية المعادل الموضوعي بينه وبين الإيوان وأخذ يجسد ما لديه من خلال ذلك وقد وقفت هذه القراءة عند التناغم اللفظي والموسيقى الشعرية الداخلية وتوظيف الأفعال الماضوية وعلاقتها بالتركيب النحوي و توكيد المعنى وكذلك الإشارة إلى بعض المقابلات والتنويع بين صيغ الخطاب في القصيدة والوقوف على الصور البيانية الفنية التي تعكس ثقافة وبيئة الشاعر .تعد سينية البحتري من أشهر قصائد الوصف في الشعر العربي وذلك لما يمثله الموصوف من أهمية بالغة وكذلك قدرة الشاعر وتميزه في شعر الوصف وهو شاعر طائي اسمه الوليد بن عبيدالله ويكنى بأبي عبادة لكنه عرف بلقبه البحتري وذلك نسبة إلى أجداده بحتر .وقد نشأ البحتري ببادية منبج فاتصل بأعرابها ففصح لسانه وتأصلت فيه ملكتهم اللغوية وقد حفظ البحتري من أشعار العرب الكثير وأخذ عن علمائهم النحو وقواعد اللغة فتمثل بثقافة عربية أصيلة ثم التقى بعد ذلك بالخلفاء وتأثر فيهم وفي مجالسهم التي كانت تغص بالثقافات المختلفة ولا سيما الثقافة الفارسية وذلك عن طريق إحضار الموالي وخدم القصور من بلاد الفرس وقد شكل ذالك مزيجا في فكر البحتري بين علوم العربية والعلوم الفارسية ليفيد من ذلك في تكوين ملكاته الشعرية المتوازنة بين الأصالة والجدة .

الكلمات الرئيسية