الفکر اللهجى عند أبى العلاء المعري (ت 449هـ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة بکلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

فقد شهدت القرون الهجرية الثلاثة ( الثالث والرابع والخامس ) أوج ازدهار الثقافة والحضارة الإسلامية ، وبلغت فيها الحياة العلمية والأدبية شأوا عظيماً ـ على ما ألم بالأمة العربية والإسلامية فى النصف الثاني من القرن الرابع الهجري وما تلاه من ضعف وانحلال سياسي وتصدع وانهيار الدويلات الفتية التى قامت فى الأقطار الإسلامية ـ فاتسعت حرکة الترجمة ، وکثر المترجمون والمؤلفون والدارسون فى العلوم المختلفة  التى لم تقتصر على ما يتصل بالدين کعلوم القرآن والحديث والفقه والعقيدة والتصوف ، بل اهتمت بالفروع الأخرى کالفلسفة والمنطق ، والرياضيات ، وعلم الفلک والتنجيم ، والجغرافيا والتاريخ ... إلخ ، وتربع أعلام على قمم عدد من هذه الفروع ، واحتشدا المبرزون والرواد الذين خلدت أسماؤهم فى فروع العلوم اللغوية والأدبية فى الشعر وفى النـثر الفني والأدب ، وفى البلاغة والنقد ، وفى النحو وعلم اللغة .
وکان أبو العلاء المعري هو : أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان ... بن قضاعة ، المولود سنة 363هـ ، والمتوفى سنة 449هـ ([1]) ، أحد الأعلام الذين لمعت أسماؤهم فى تلک الفترة ، فقد تشبع بروح عصره ، وتمثـل ثقافاته ، وانعکس أثر ذلک على نتاجه ، إذ کان عصراً يجمع فيه اللغوي ثقافات متعددة وشاملة ، فقد کانت عادة أهل الشام ـ ( وهي بيئته التى قضى فيها الشطر الأکـبر من حـياته إذ قضى معظم حياته فى حلب ) ـ والعراق ـ ( وقد انتقل إليها طوراً من حياته ثم عاد إلى حلب ) ـ والبلاد التى غلبت فيها اللغة العربية لعهد أبى العلاء أن يبدأ الدارسون فيها بدرس علوم اللسان والدين ، حتى إذا بلغوا من ذلک ما أرادوا سما من شاء منهم إلى درس ما أحب من العلوم العقلية والفلسفية ([2]) ، وهو ما وضح آثره فى ثقافة أبى العلاء وفکره عامة ، وإن کانت العلوم اللغوية هي أظهر العلوم التى درسها وأنفق  أيام عزلته فى درسها للناس .
وهو وإن أفاد فى مؤلفاته على کثرتها وتنوعها من مؤلفات سابقيه إلا أنه قد تفوق على کثير منهم إذ تشهد کلماته وجمله وعباراته التى ظهرت فى ثوب قشيب ، وصورة بليغة ، لاسيما فى کتابه ( الفصول والغايات فى تمجيد الله والمواعظ ) على مدى حرصه فيها على التناسب بين اللفظ والجرس ، أو فى الوزن والبناء ، وعلى مراعاة المحسنات البديعية مما يکسبها جمالاً فى اللفظ وعذوبة فى السمع .
لذا أردت أن أکتب بحثاً عن المعري أبحث فيه عن فکـره اللهجي ومدى تأثره بالسابقين  وما أضافه إليهم ، وکان حديثه ( رحمه الله ) عن اللهجات مقصوداً لذاته تارة  إذ نراه يخترع الوسائل ويلتمس السبل المتنوعة لعرض هذه اللهجات ، وتارة ثانية نجده يوردها وکأنها وسيلة تلتمس لغيرها من الغايات . والوصول إلى فکره اللهجي أمر مجهد لتناثره فى مؤلفاته على کثرتها من ناحية ، ولعدم اکتمال هذا الفکر فى موضع واحد ، بل تجده يشير إلى اللهجة فى مؤلف دون أن ينسبها ، على حين ينسبها ويعلل لها أحياناً فى مؤلف آخر .
    وقد اقتضت الدراسة أن يأتي فى مقـدمة ، وتمهيد ، وثلاثة فصول ، وخاتمة ، وفهرس .
 أما المقدمة  : ففيها تحدثت عن أهمية الموضوع ، وسبب اختياره .
وفى التمهيد : تحدثت عن الدراسات اللهجية عند العرب قبل المعري وموقفه منها.
وأما الفصول الثلاثة فهي کالتالي :
الفصل الأول : الأصوات وطرائق الأداء فى البيئات العربية عند المعري.
ويشتمل على خمسة مباحث کالتالى :
المبحث الأول : الإبـدال.
المبحث الثـانى :الإظهـار والإدغـام.
المبحث الثالث : الهمـز والتسهـيل.
المبحث الرابع : الـوقف.
المبحث الخامس : سلب الحرکة ومطلها.
    الفصل الثاني : الخصائص الصرفية للبيئات العربية عند المعري . 
ويشتمل على أربعة مباحث کالتالى :
          المبحث الأول : التصحيـح والإعـلال.
          المبحث  الثانى : اختلاف البنية فى البيئات العربية.
          المبحث الثالث : المقصـور والممدود.
         المبحث  الرابع : التذکـير والتأنيث.
    الفصل الثالث : الخصائص النحوية للبيئات العربية عند المعري .
ويشتمل على مبحثين هما :
        المبحث الأول : الخصائص الترکيبية فى البيئات العربية .
        المبحث  الثانى : الأدوات النحوية
أما الخاتمة ففيها ذکرت أهم النتائج التى توصل إليها البحث.
وأما الفهرس : فهو للمصادر والمراجع ، ولموضوعات البحث .
      والله ـ سبحانه وتعالى ـ أسأل أن أکون قد وفقت فيما صبوت إليه إنه نعم المولى ونعم النصير . 
                                      
                                                           الباحـث
 

الكلمات الرئيسية