البلاغة النبوية فى حديث ( مثل البخيل والمنفق ... )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد بالکلية ـ جامعة الأزهر

المستخلص

فإن فقه بيان النبوة ، وتتبع أساليبه ترکيبًا وتصويرًا وتحبيرًا ، والوقوف على أسراره ودقائقه ورقائقه والکشف عن مسالک الهدى والرحمة فيه بقصد نصرته وتعظيمه ، وإحياء سنته r تعلمًا وتعليمًا وتطبيقًا وذودًا ودفاعًا ، وتأدبًا ومحبة ... کل ذلک يمثل جوهر النصح لرسول الله r ، والذى عده النبى r أحد أغصان النصيحة التى هى عماد الدين وقوامه ([1]) .
ومن هذا المنطلق تأتى هذه الدراسة راغبة فى تحقيق بعض وجوه النصيحة لرسول الله r من خلال کشفها عن البلاغة النبوية فى قول النبى r : " مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ ، کَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ .... " ([2]) الحديث .
وهو يصف فى بيان بالغ نوعين من الناس ، ويصور حال النفس البشرية فى نزوعها إلى إمساک المال ، أو إنفاقه فى وجوه الخير ، وأثر ذلک عليها .
وقد کان للوسائل البلاغية أثرها البالغ فى تصوير النماذج البشرية فى البيان القرآنى ، وذلک کنماذج المؤمنين ، والمنافقين ، المنتشرة فى القرآن الکريم ، وکذا فى البيان النبوى ، وذلک کنماذج الجليس الصالح والجليس السوء ، والمؤمن القارئ للقرآن ، والمنافق القارئ للقرآن ، والبخيل ، والمنفق ، وغيرها ، وذلک لقدرة تلک الوسائل على تربية جوانب الشخصية على نحو يولد فى النفس نفورًا منها وبغضًا فى سلوکها ، أو ميلاً إليها ورغبة فى مشارکتها والسير على طريقها ([3]) .
وقد آثرت استفراغ جهدى لإحکام فهم الحديث وتدبره ، معتمدًا على منهج التحليل البيانى القائم على تجلية السياق ، وبيان الأغراض والمقاصد ، وتحليل التراکيب اللغوية ، والأساليب البلاغية ، بقصد الکشف عن خصوصيات المعانى وأحوالها .
وقد اعتمدت رواية الإمام البخارى فى باب الزکاة لتکون منطلقًا للتحليل ، فجعلتها أم الصيغ ، وجمعت فى تحليل بيانها وسبر أغوار تراکيبها الروايات الأخرى .
والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الکريم ، وناصحًا لدينه ولسنَّة نبيه r  .
والله ولى التوفيق
 
 

الكلمات الرئيسية