القراءات الشاذة وأثرها في التفسير

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عميد کلية الدراسات الإسلامية بأسوان

المستخلص

     فان علم القراءات القرآنية من العلوم الشريفة التي حظيت باهتمام العلماء متقدميهم ومتأخريهم ،ولاأدل علي ذلک من کثرة الکتب التي صنفت في هذا العلم الجليل ، والتي طبع بعضها ،وما زال أکثرها مخطوطات تنتظر من يمد إليها يد العناية المخلصة المتخصصة. ولقد اعتنى المفسرون بذکر القراءات في تفاسيرهم ما بين متوسع ومقتصر ،وذلک لما للقراءات من أثر بارز في تفسير القرآن  الکريم ،وتوجيه المعاني القرآنية .ولا يشترط في القراءات التي يستعان بها علي إيضاًح معاني الآيات القرآنية أن تکون متواترة أو مشهورة ،فالقراءة الشاذة مقبولة في التفسير ،ولهذا نري المفسرين يکثرون من إيرادها .والاستشهاد بمعانيها،ودلالات ألفاظها. فهي تمثل مرجعا هاما من مراجع تفسير القرآن  بالقرآن ،وليس أدل علي ذلک من قول مجاهد :
(( لو کنت قرأت قراءة ابن مسعود قبل أن أسأل ابن عباس ما احتجت أن أساله عن کثير مما سألته عنه )) (1) ؛ لأن قراءة ابن مسعود اشتملت علي کثير من التفسيرات لبعض ألفاظ القرآن مثل قراءته t: "أو يکون لک بيت من ذهب تفسير للفظ الزخرف  في القراءةالمشهورة:] أَوْ يَکُونَ لَکَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ[[الاسراء:93 ]
     وبعض القراءات  تختلف بالزيادة والنقصان ،وتکون الزيادة  في إحدى القرائتين مفسرة للمجمل في         القراءة التي لا زيادة فيها فمن ذلک: القراءة المنسوبة لابن عباس (ليس عليکم جناح أن تبتغوا فضلا من ربکم في مواسم الحج ) ، فهذه القراءة فسرت القراءة الأخري التي لا زيادة فيها وأزالت الشک من قلوب بعض الناس الذين  کانوا يتحرجون من الصفق في أسواق الحج . فلهذا وغيره أحببت أن أتناول القراءات الشاذة أبين علاقتها بالتفسير وأثرها في بيان معاني الآيات ومعرفة الألفاظ . وليکون بحثى هذا نافذة يطل من خلالها القارئ ويستجلى أهمية هذا النوع من القراءات وفضله في تفسير القرآن . وتبيين مجمله وغير ذلک ، مما يساعد على فهمالقرآن  واستيضاح معانيه وحتى يطابق الاسم الفکرة والغاية التي کُتِبَ من أجلها هذا البحث عنونت له بعنوان...
"القراءات الشاذة وأثرها في التفسير"
 وليس الغرض من بحثي هذا استقصاء القراءات الشاذة ، وإنما قصدت بعد الحديث عن القراءة المقبولة وما يتعلق بها من أحکام والقراءة الشاذة وما يتصلبها من فوائد وغير ذلک أن أسجل في هذا البحث وأبرهن من خلاله علي فائدة هذا النوع من القراءات وأثرها في استجلاء کثير من معاني آيات الکتاب العزيز. وأسأل الله تعالى السداد والتوفيق إنه علي ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين  وصلي الله علي البشير النذير وآله وصحبه أجمعين .
أ.د / أبو عمر نادى بن محمود حسن الأزهرى

الكلمات الرئيسية