آراء اللحيانى (ت: 210هـ) فى التذکير والتأنيث (جمعا وتصنيفا ودراسة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ علم اللغة المساعد بجامعة الأزهر

المستخلص

فإن قضية الجنس، أو التذکير والتأنيث قد شغلت أذهان العلماء، فألفوا فيها عددا کبيرا من المؤلفات، ـ لم يصلنا منها إلا القليل ـ وذلک لما لها من أهمية کبرى کما قال ابن فارس(ت395هـ)  فى صدر مختصره فى المذکر والمؤنث "هذا مختصر فى معرفة المذکر والمؤنث، لا غنى بأهل العلم عنه؛ لأن تأنيث المذکر، وتذکير المؤنث، قبيح جدا"([1]) وقال ابن التسترى(ت361هـ) فى مقدمة کتابه: "ليس يجرى أمر المذکر والمؤنث على قياس مطرد، ولا لهما باب يحصرهما، کما يدعى بعض الناس.." ([2])0
وقد شغلت بهذا الموضوع منذ مدة، فحققت أثرا يعنى بهذا الجانب، وهو کتاب "فتح الرحمن بشرح ما يذکر ويؤنث من أعضاء الإنسان للشيخ أحمد السجاعى" (1197هـ)، وفى أثناء عملى فى هذا الکتاب کنت أقف کثيرا على آراء للحيانى ـ رحمه الله ـ فى التذکير والتأنيث فى ثنايا المعاجم اللغوية، فبحثت عن کتاب له فى هذا الموضوع فلم أجد ، فعزمت على جمع آرائه ـ بإذن الله وأمره ـ فى مؤلف مستقل، يکون ککتاب أو أثر لهذا الإمام الذى لم يصل إلينا مؤلف من مؤلفاته، وبعد جمعى لآرائه وبداية دراستها أخبرنى أحد الزملاء أن ثمة رسالة علمية ـ (ماجستير) ـ للباحث / محمد موسى جبارة بعنوان "الجهود اللغوية لعلى بن حازم اللحيانى"، فاطلعت على الرسالة خاصة فى هذا المبحث فرأيت أن الباحث ـ جزاه الله خيرا ـ قد فاته بعض الأمور ، فشارکت أخى الدکتور فى إتمام ما فاته ، فله فضل السبق([3])، وهذا مما قوى عزيمتى على إتمام هذا العمل، أجمل الوجوه التى فاتته فيما يلى:
1 -  لم يتتبع الباحث کل مرويات اللحيانى فى هذا الموضوع، فقد ترک ما جمعته فى المبحث الأول کاملا، وترک ألفاظا کثيرة مروية عن اللحيانى حصرتها فى المبحث الثانى وهى: [الإبط ـ الأحد ـ الإزار ـ الآل ـ أين ـ الخميس ـ الدرع ـ الأربعاء ـ الرکب ـ الشفر ـ النفس ـ المنکب ـ الهدى] فکل هذه الألفاظ ـ بالإضافة إلى الألفاظ الواردة فى المبحث الأول ـ لم يذکرها الباحث مع ورودها فى "المحکم واللسان والتاج"([4])0
2 -  لم يذکر لنا رواية اللحيانى کما وردت فى المعاجم، واکتفى فقط بالإشارة إلى تذکير الکلمة أو تأنيثها أو جواز الأمرين، مثال هذا قوله: "ذهب اللحيانى إلى أن "الذنوب" بمعنى الدلو مذکر"([5])0
وقوله : "والقلب، والجبين، والحاجب، والخد، والصدر، والطحال، والظفر، والطلاء، والظهر، کل ذلک مذکر عند اللحيانى"([6])0
وکان الواجب أن ينقل الرواية کما وردت عن اللحيانى 0
3 -  رجع إلى مرويات اللحيانى بواسطة ـ فى أکثر الألفاظ ـ ولم يرجع إلى المصدر الأصلى، فرجع إلى اللسان ولم يرجع إلى المحکم إلا فى کلمات قليلة جدا0
أما دراستنا فتعتمد على المحکم ثم اللسان والتاج0
4 -  دراسته لکثير من الألفاظ مقتضبة سطحية، مثل قوله: "والذقن مذکر عند اللحيانى، وابن الأنبارى، والفيروزآبادى"([7]) وقوله: "والنحر مذکر عند اللحيانى والفيروزآبادى"([8])0
ولهذا جاءت دراسته لهذه الألفاظ فى ثلاث ورقات فقط0
5 -  الخطأ فى فهم بعض مرويات اللحيانى([9])0
وقد اتبعت فى دراستى المنهج التالى:
1 -  اعتمدت فى استقصاء الألفاظ الواردة عن اللحيانى فى "التذکير والتأنيث" على المحکم لابن سيده، ثم اللسان لابن منظور، والتاج للزبيدى 0
2 -  صنفت الألفاظ وفق رأى اللحيانى0
3 -  درست هذه الألفاظ دراسة دقيقة بعرض کل کلمة على کتب التذکير والتأنيث المتاحة، ثم معاجمنا اللغوية وغيرها0
4 -  اتبعت منهجا جديدا فى دراستى للألفاظ، وهو الإشارة إلى من لم يذکرها من أرباب التذکير والتأنيث، توفيرا لجهد الباحثين0
هذا وقد اشتمل البحث على مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة، وفهارس0
المقدمة وضحت فيها الدافع لهذه الدراسة، والمنهج المتبع فيها0
التمهيد تحدثت فيه عن "اللحيانى" فعرفت به تعريفا مختصرا0
المبحث الأول: اشتمل على أبواب متفرقة فى المذکر والمؤنث0
المبحث الثانى: الألفاظ المروية (السماعية) فى التذکير والتأنيث، وقد اشتمل على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: الألفاظ المذکرة0             القسم الثانى: الألفاظ المؤنثة0
القسم الثالث: الألفاظ التى تذکر وتؤنث0
الخاتمة : وقد تضمنت أهم النتائج فى هذه الدراسة 0
الفهارس: واشتملت على فهرس للآيات، وفهرس للأشعار، وفهرس للغة، وفهرس للمصادر والمراجع، وفهرس للموضوعات0
والله أسأل أن أکون قد وفقت فى هذا العمل، وأن يغفر لنا الذلل، إنه ولى النعم والکرم ،
دکتور
عيسى السيد المرسى أبوعسل


 

الكلمات الرئيسية