الإشمام عند القراء بين نصوص القدماء وتطبيقات المحدثين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم القراءات بکلية أصول الدين جامعة أم القرى بمکة المکرمة

المستخلص

فلما أمر الله بترتيل القرآن وتجويده بقوله:}وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً{[المزمل:4] قام العلماء بتنفيذ هذا الأمر فرتّلوه کما تعلموه وعلّموا غيرهم کذلک، ثم وضعوا الضوابط التي تحکم هذا الأداء خشية الانحراف عن الأداء السديد. وکان من فضل الله علينا أن وصلنا ما دونوه من الأحکام التي تصف الأداء وصفا دقيقا. وقد قام بعض العلماء الأثبات بالأداء السليم مع رعاية الأحکام وعدم الخروج عنها، فجمعوا بذلک بين الرواية والدراية. وکان من فضل الله عليهم أن يشتهر أمرهم، وأن يذيع صيتهم، وذلک لحرصهم على توصيل الحق والصواب إلى عباد الله, وعدم سکوتهم عن الخطأ دفاعا عن کتاب الله الذي هو دين الأمة. وذلک من باب ((الدين النصيحة))([1]). ثم قام من بعد هؤلاء قوم يعلّمون القرآن وکل منهم يتکلم بمبلغ علمه واجتهاده، فحدث بعض الخلاف، ومن هذا ما جاء في مسألة الإشمام من الخلاف بين القدماء في تعريفه ,وبين المحدثين في تطبيق بعض انواعه. فأردت أن أبين ما قاله سلفنا في هذه المسألة، وأظهر الحقيقة لذي عينين.ونظرا إلى أن مسألة الإشمام هذه مسألة أدائية دقيقة ,وإلى أن الأداء (النطق)يؤخذ عن أهله أصلا,ليمکن محاکاتهم فيه,وإلى أن هؤلاء اختلفوا في الأداء ,لکنهم وصفوه,فإن السبيل العلمي أن ندرس ما قالوه,لنصل إلى تحرير الأداء الصحيح للإشمام. ومن هنا فإني سأقدم ما ذکره الأئمة عن الإشمام بنصوص کلامهم- مجتزئاً بتوضيح ما غمض,لنتفهم مرادهم ثم نستخلص منه الصورة الصحيحة للإشمام استخلاصاً علميّاً. فأسأل الله عزوجل أن يحفظنا من الزلل، وأن يعصمنا من الضلال، وأن يلهمنا رشدنا، بفضله ومنّه وجوده وکرمه. إنه ولي ذلک والقادر عليه, وهو حسبنا ونعم الوکيل.                         




الكلمات الرئيسية