بحث وتتبع تاريخي لمسألة الإقلاب والإخفاء الشفوي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم القراءات بکلية أصول الدين جامعة أم القرى بمکة المکرمة

المستخلص

قام العلماء بتنفيذ هذا الأمر فرتلوه کما تعلموه وعلموا غيرهم کذلک، ثم وضعوا الضوابط التي تحکم هذا الأداء خشية الانحراف عن الأداء السديد، وکان من فضل الله علينا أن وصلنا ما دونوه من الأحکام التي تصف الأداء وصفا دقيقاً. وقد قام بعض العلماء الأثبات بالأداء السليم مع رعاية الأحکام وعدم الخروج عنها، فجمعوا بذلک بين الرواية والدراية. وکان من فضل الله عليهم أن يشتهر أمرهم، وأن يذيع صيتهم، وذلک لحرصهم على توصيل الحق والصواب إلى عباد الله. وعدم سکوتهم عن الخطأ دفاعا عن کتاب الله الذي هو دين الأمة وذلک من باب ((الدين النصيحة)) ([1]). ثم قام من بعد هؤلاء قوم يعلمون القرآن وکل منهم يتکلم بمبلغ علمه واجتهاده، فحدث بعض الخلل، وذلک إما لخطأ في الرواية أو لعدم الدراية وقلة العلم والجهل بما قال علماء الأمة في هذا الشأن. وکان من ذلک ما استحدث في زماننا من کلام عن الإقلاب والإخفاء الشفوي من ترک فرجة بين الشفتين أثناء الأداء. فأردت أن أبين الحق بما قال سلفنا في هذه المسألة مع العلم بأني قد تلقيت بعکس ما قال هؤلاء المحدثون فجمعت بذلک الدراية إلى الرواية،وأظهرت الحقيقة لمن زاغ عن الطريق. فأسأل الله عزوجل أن يحفظنا من الزلل، وأن يعصمنا من الضلال، وأن يلهمنا رشدنا، بفضله ومنّه وجوده وکرمه. إنه ولي ذلک والقادر عليه وهو حسبنا ونعم الوکيل.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
خطة البحث
(1) تمهيد عن البحث .
(2) إجمال الکلام عن أحکام النون الساکنة والتنوين .
(3) تعريف الإقلاب .
(4) تعريف الإخفاء الشفوي .
(5) تفصيل عن الموضوع .
(6) خلاصة البحث .
تمهيد :
(1)    أثناء دراسة أحکام النون الساکنة والتنوين لاحظت أن هناک اختلافا بين من کتبوا عن الإقلاب في التطبيق .
(2) وعند دراسة أحکام الميم الساکنة لاحظت أن البعض يفرق بين الحکم الخاص بالميم الأصلية وهو الإخفاء الشفوي عند الباء وبين الميم المنقلبة عن النون عند الباء ,وأن الأمر يتطلب تجلية الحقيقة .
ولذلک بعد الاستعانة بالله سوف أکتب بإجمال عن حکمي (النون الساکنة والتنوين) من ناحية و(الميم الساکنة) من ناحية أخرى عند ملاقاتهما لحروف الهجاء, ثم أکتب تفصيلا عن الحکمين الخاصين بالبحث وهما (الإقلاب) بالنسبة للنون و(الإخفاء الشفوي) بالنسبة للميم .
**************
أولا: إجمال الکلام عن أحکام النون الساکنة والتنوين:
النون الساکنة هي النون التي لا حرکة لها. وتکون في آخر الکلمة, وفي وسطها. وأما التنوين فقال ابن الجزري في التمهيد ((اعلم أن التنوين في القرآن هو نون ساکنة تلحق آخر الاسم تظهر في اللفظ وتسقط في الخط)) ([2]). فالتنوين حقيقته الصوتية أنه نون ساکنة, ولذلک فإنه يأخذ نفس حکم النون الساکنة. لکنه لا يکون إلا آخر الاسم . 
 

الكلمات الرئيسية