العمـوم والخصـوص في معجم مقاييس اللغة لابن فارس (ت395هـ) دراسة مؤصلة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بالزقازيق جامعة الأزهر

المستخلص

فإن قضية العموم والخصوص فصل من العربية حسن، وموضع شريف لطيف، جمع للعرب التوسعة فى الکلام والإيجاز فى القول، وقد نبه عليه القدماء فى مؤلفاتهم، وعرف فضله المحدثون فى مصنفاتهم، ويجب على من کانت العربية حرفته، والفصاحة أسوته، أن يحيط به علما، وأن يتأمله فکرا، فإن من عرف ألف، ومن جهل استوحش، کما قال أبوالفتح0
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ t ـ فى فضل العربية وفضل تعلمها: "تعلموا العربية فإنها تشبب العقل، وتزيد فى المروءة" وروى عنه أيضا أنه قال: "تعلموا الفرائض والسنة واللحن کما تعلمون القرآن" ويروى عن أبان بن عثمان أنه قال: "الإعراب حلى اللسان، فلا تمنعوا ألسنتکم حليها" وقال ابن شبرمة: "إن الرجل ليلحن وعليه الخز الأدکن فکأن عليه أخلاقا، ويعرب وعليه أخلاق فکأن عليه الخز الأدکن"([1])0
ولأهمية هذه القضية فى لغة العرب قمت بدراستها فى مصدر من أنفس مصادر العربية الذى يعد بحق من أهم المعاجم التى عنيت بالنظرية الدلالية فى اللغة العربية 0
والحق الذى لا جدال فيه أن "دراسة المعنى هى أساس الدراسات اللغوية جميعا، ومن ثم فقد احتل البحث فى دلالة الألفاظ مکانة سامية ومنزلة مرموقة بين علوم اللغة، وما کان ذلک ليحدث لولا ارتباطه الوثيق فى نشأته بأقدس کتاب لبحث غريبه وتفسيره، والبحث فى أسباب نزول آياته، والوقوف على الأحکام الشرعية منها، فأفاد منه علماء التفسير والحديث وأصول الفقه"([2])0
أما لماذا کانت هذه القضية فى هذا الکتاب دون غيره؟
فإنى أتمثل بما کتبه شيخنا، وشيخ المحققين جميعا: فضيلة الشيخ العلامة عبدالسلام هارون حين طلب منه تحقيق کتاب المقاييس، فيقول: "فلما نظرت فيه ألفيتنى إزاء مجد لا ينبغى أن يضاع، أعنى هذا المجد الثقافى العربى، فإن کتابنا هذا لا يختلف اثنان بعد النظر فيه، أنه فذ فى بابه، وأنه مفخرة من مفاخر التأليف العربى، ولا إخال لغة فى العالم ظفرت بمثل هذا الضرب من التأليف، ولقد أضفى ابن فارس عليه من جمال العبارة، وحسن الذوق، وروح الأديب، ما يبعد به عن جفوة المؤلفات اللغوية، وعنف ممارستها، فأنت تستطيع أن تتخذ من هذا الکتاب متاعا إذ تبغى المتاع، وسندا حين تطلب التحقق والوثوق، والکتاب بعد کل أولئک، يضم فى أعطافه وثناياه ما يهب القارئ ملکة التفهم لهذه اللغة الکريمة، والظهور على أسرارها"([3])0
ويقول أيضا: "إن ابن فارس رجل خالد، خلده علمه، وخلده خلقه قبل علمه"([4])0
وقد اقتضت خطة الدراسة لهذا البحث أن تصنف المادة اللغوية التى جمعتها من معجم "المقاييس" على مقدمة، وفصلين، وخاتمة، ومعجم لغوى، وثبت للمصادر والمراجع0
ففى المقدمة: عرضت لأهمية الموضوع، وسبب اختيارى له، والمنهج الذى سرت عليه 0
وفى الفصل الأول: تناولت قضية العموم0
وفى الفصل الثانى: تناولت قضية الخصوص0
وفى الخاتمة: ذکرت أهم النتائج التى توصلت إليها من خلال هذا البحث0
وفى المعجم اللغوى: رتبت الألفاظ التى دار عليها البحث ترتيبا أبجديا عاديا لقضيتى العموم والخصوص، أفردت کل قضية بمعجم خاص ليسهل على القارئ الرجوع إلى ما يريد 0
وفى ثبت المصادر والمراجع: ذکرت أهم المصادر والمراجع التى اعتمدت عليها 0
وقد دار هذا البحث على اثنتين ومائتى لفظة من الألفاظ اللغوية، ضمها واحد وتسعون ومائة ترکيب من التراکيب التى تناولها العلامة ابن فارس فى مقاييسه،وهذا العدد المدروس هو کل ما فى المقاييس0
وکان منهجى فى دراسة هذه القضية أن أقدم فى کل موضع کلام العلامة ابن فارس، ثم أتبعه بالتأصيل من کلام الأئمة السابقين عليه أو التالين له، کما أننى أفدت بما کتبه أساتذتنا فى جامعة الأزهر المعمور وغيرها فى التعليق على النص المدروس سواء أکان ذلک توثيقا أم تفصيلا أم مناقشة0
 

الكلمات الرئيسية