من بلاغة الاستعارة في أقوال الحسن البصري

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد کلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالديدامون شرقية

المستخلص

فان تراثنا الإسلامي أمانة في أعناقنا ، يلزم الاهتمام به ، والرجوع إليه ، والإفادة منه خاصة کتاب الله ، وسنة نبيه محمد - صلي الله عليه وسلم -  وما کان لخلفائه الراشدين وتابعيهم بإحسان إلي يوم الدين من خطب ، وأقوال تنطق بالحکمة ، وتمس حياتنا في کل مناحيها  ،
 وإذا کنا قد قرانا کثيرا عن الحسن البصري فما زلنا في حاجة لمعرفة شخصيته عن قرب ، وذلک يتأتى من خلال دراسة کلامه : فالعلاقة وثيقة بين الإنسان وبين نطقه: فالکلمة عنوان صاحبها ، وجزء من شخصيته ، فهي تنبيء عن ثقافة صاحبها ومکنون نفسه : فدارس البلاغة دائما وأبدا مولع بالأساليب الرائقة ، والعبارات القوية، والألفاظ المعبرة ، والمشاعر الفياضة ، والأحاسيس الراقية ، فإذا وجد ضالته هام بها ،ودرسها محاولا استنطاقها عله يصل إلي شخصية صاحبها   .
والحسن البصري من کبار التابعين وإمامهم ، وله باع طويل في شتى العلوم ،  وقد حباه الله - تعالي - بحافظة قوية ، وعقل راجح ، وذوق خالص ، وفطرة سوية ، ومنطق قوى ، وطبع سليم  ، وحکمة بالغة  ، وموهبة فذة جعلت لکلامه مذاقا خاصا  ،وطبعا فريدا، وهذا ما حفزني للبحث عن الاستعارة في أقوال الإمام الحسن البصري ، فجمعت أکثر من أربعين موطنا من مواطن الاستعارة  ، معتمدا على المراجع ،   والمصادر المختلفة  :  کإحياء علوم الدين لأبى  حامد الغزالي  ، والاعتصام لأبى إسحاق الشاطبي  ، والبحر المديد لأحمد بن محمد المهدي ، والبيان والتبيين والحيوان للجاحظ ، وتاريخ الطبري لابن جرير، و تفسير حقي  ، و جمهرة خطب العرب لأحمد زکي صفوت  ، وحلية الأولياء  لآبى نعيم  ، و شعب الإيمان  للبيهقي  ،و العقد الفريد، لابن عبد ربه  ، و الکامل في اللغة والأدب المبرد  ، ونهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ، والزهد لابن حنبل وغيرها ،،
 ثم قمت بتحليلها تحليلا بلاغيا محاولا الوقوف علي جانب من سر بلاغتها  ،  
 وقد قسمت موضوعي هذا إلي ثلاثة فصول : يسبقها تمهيد تناولت فيه التعريف بالحسن البصري   ، ونبذة عن الاستعارة وقيمتها البلاغية ،
وجعلت الفصل الأول  : بلاغة الاستعارة في مقام : النصح والإرشاد  ،
والفصل الثاني : بلاغة الاستعارة في مقام  : الحکمة ،
والفصل الثالث : بلاغة الاستعارة في مقام : التحذير من الدنيا ،
 ثم خاتمة  وثبت للمراجع  ،،،
 
وبعد فالشکر موصول لکل من قدم لي  المساعدة في إنجاز هذا البحث المتواضع راجيا من الله أن يحقق الهدف المنشود منه ، وحسبي أنني  حاولت  ، واجتهدت ، والکمال لله وحده  ،،
والله اسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الکريم ، إنه ولي ذلک والقادر عليه  ,,
ربنا لا تؤاخذنا  إن نسينا أو أخطانا  ، والحمد لله أولا وآخرا ،،
 
 
د حسن الشريف

الكلمات الرئيسية