فان تراثنا الإسلامي أمانة في أعناقنا ، يلزم الاهتمام به ، والرجوع إليه ، والإفادة منه خاصة کتاب الله ، وسنة نبيه محمد - صلي الله عليه وسلم - وما کان لخلفائه الراشدين وتابعيهم بإحسان إلي يوم الدين من خطب ، وأقوال تنطق بالحکمة ، وتمس حياتنا في کل مناحيها ، وإذا کنا قد قرانا کثيرا عن الحسن البصري فما زلنا في حاجة لمعرفة شخصيته عن قرب ، وذلک يتأتى من خلال دراسة کلامه : فالعلاقة وثيقة بين الإنسان وبين نطقه: فالکلمة عنوان صاحبها ، وجزء من شخصيته ، فهي تنبيء عن ثقافة صاحبها ومکنون نفسه : فدارس البلاغة دائما وأبدا مولع بالأساليب الرائقة ، والعبارات القوية، والألفاظ المعبرة ، والمشاعر الفياضة ، والأحاسيس الراقية ، فإذا وجد ضالته هام بها ،ودرسها محاولا استنطاقها عله يصل إلي شخصية صاحبها . والحسن البصري من کبار التابعين وإمامهم ، وله باع طويل في شتى العلوم ، وقد حباه الله - تعالي - بحافظة قوية ، وعقل راجح ، وذوق خالص ، وفطرة سوية ، ومنطق قوى ، وطبع سليم ، وحکمة بالغة ، وموهبة فذة جعلت لکلامه مذاقا خاصا ،وطبعا فريدا، وهذا ما حفزني للبحث عن الاستعارة في أقوال الإمام الحسن البصري ، فجمعت أکثر من أربعين موطنا من مواطن الاستعارة ، معتمدا على المراجع ، والمصادر المختلفة : کإحياء علوم الدين لأبى حامد الغزالي ، والاعتصام لأبى إسحاق الشاطبي ، والبحر المديد لأحمد بن محمد المهدي ، والبيان والتبيين والحيوان للجاحظ ، وتاريخ الطبري لابن جرير، و تفسير حقي ، و جمهرة خطب العرب لأحمد زکي صفوت ، وحلية الأولياء لآبى نعيم ، و شعب الإيمان للبيهقي ،و العقد الفريد، لابن عبد ربه ، و الکامل في اللغة والأدب المبرد ، ونهاية الأرب في فنون الأدب للنويري ، والزهد لابن حنبل وغيرها ،، ثم قمت بتحليلها تحليلا بلاغيا محاولا الوقوف علي جانب من سر بلاغتها ، وقد قسمت موضوعي هذا إلي ثلاثة فصول : يسبقها تمهيد تناولت فيه التعريف بالحسن البصري ، ونبذة عن الاستعارة وقيمتها البلاغية ، وجعلت الفصل الأول : بلاغة الاستعارة في مقام : النصح والإرشاد ، والفصل الثاني : بلاغة الاستعارة في مقام : الحکمة ، والفصل الثالث : بلاغة الاستعارة في مقام : التحذير من الدنيا ، ثم خاتمة وثبت للمراجع ،،،
وبعد فالشکر موصول لکل من قدم لي المساعدة في إنجاز هذا البحث المتواضع راجيا من الله أن يحقق الهدف المنشود منه ، وحسبي أنني حاولت ، واجتهدت ، والکمال لله وحده ،، والله اسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الکريم ، إنه ولي ذلک والقادر عليه ,, ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطانا ، والحمد لله أولا وآخرا ،،
محمد الشريف, حسن. (2009). من بلاغة الاستعارة في أقوال الحسن البصري. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 13(5), 3855-3905. doi: 10.21608/bfag.2009.29173
MLA
حسن محمد الشريف. "من بلاغة الاستعارة في أقوال الحسن البصري", حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 13, 5, 2009, 3855-3905. doi: 10.21608/bfag.2009.29173
HARVARD
محمد الشريف, حسن. (2009). 'من بلاغة الاستعارة في أقوال الحسن البصري', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 13(5), pp. 3855-3905. doi: 10.21608/bfag.2009.29173
VANCOUVER
محمد الشريف, حسن. من بلاغة الاستعارة في أقوال الحسن البصري. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2009; 13(5): 3855-3905. doi: 10.21608/bfag.2009.29173