أدلة علي سقوط العطف من بين طرق القصر الاصطلاحية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد بالکلية ـ جامعة الأزهر

المستخلص

فإن کل کلام يؤخذ منه ويرد عليه إلا کلام المعصوم صلي الله عليه وسلم ؛لأنه مستمد من وحي السماء، وقد تکلم البلاغيون عن أساليب القصر وعددوا طرقه فأجادوا وأحسنوا وشرحوا وبينوا ، وأفاضوا في ذکر الأمثلة وتحليل  الشواهد القرآنية والأبيات الشعرية التي تحمل في طياتها الکثير من المعاني والدلالات، ولم يکن وقوفهم في دراسة القصر عند تحديد المقصور والمقصور عليه وأداة القصر فقط ، بل غاصوا وراء  المعاني والدلالات التي تتواري خلف أدوات القصر، لکن عند حديثهم عن القصر بطريق العطف لم يکن الإمتاع فيه بنفس الدرجة التي أنت واجدها في بقية الطرق ، وليس هذا تقصيراً منهم ، ولکن لأن الطريق نفسه لا يحمل سمات بلاغة مثل بقية الطرق ، فکان کلامهم فيه يقف عند تحديد الدلالة اللفظية التي تظهر في الشاهد، ولا يجدون دلالات تذکر تتخفي وراء هذه الأدوات ، بل إن ضعف دلالة هذه الأوات جعلهم أنفسهم يضطربون في تحديد المقامات التي تأتي فيها هذه الأدوات ، بل وصل الأمر إلي رفض بعضهم لهذا الطريق  وإخراجه من دائرة القصر البلاغي ، والحق - من وجهة نظري - مع هؤلاء الرافضين ؛ لأن الغرض من دراسة الأساليب دراسة بلاغية هو الغوص وراء الأسراروالمعاني التي تفيض بها الأدوات وتنطق بها العبارات ويشع بها السياق، وإنک لا تجد کبيردلالة وراء أدوات العطف عندما تستخدم في القصر سوي دلالة لفظية ساذجة لا تدل علي أکثر من إيجاب ونفي يمکن أن يفاد بغيرها من الأدوات .
لذا : أردت في هذا البحث أن أقف عند کلام البلاغيين في هذا الطريق لأبين اضطرابه وعدم رسوخه بين بقية الطرق ، وأسوق الأدلة علي سقوطه من بينها، وعدم صلاحيته  لإفادة القصر البلاغي ضمن الأساليب العالية.
وقد بدأت کلامي بدراسة موجزة لهذا الطريق من خلال کتب النحاة والبلاغيين حتي يکون القارئ علي دراية به قبل إيراد الأدلة علي سقوطه،ثم سقت الأدلة التي تکشف اضطراب هذا الطريق وعدم رسوخه ، حاولت خلالها تحليل کلام البلاغيين والوقوف عند الأمثلة التي أوردوها في شواهد هذا الطريق ومقارنتها بالشواهد الأخري في بقية الطرق لأصل من خلالها إلي الحکم علي هذا الطريق.
وهذا التحليل والنقد هو تعبير عن رأي ووجهة نظر ، فإن لاقي من القاريء قبولاً فبها ونعمت ولله الحمد والمنة، وإن کانت الأخري فله غنمها وعلي غرمها ، وحسبي أنها محاولة مني في إثراء النقد البلاغي ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله .      

الكلمات الرئيسية