وقفات بلاغية مع ابن أبي الإصبع المصري في کتابيه ( تحرير التحبير ) و ( بديع القرآن ) عرض ومناقشة وترجيح

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد في الکلية جامعة الأزهر

المستخلص

  فمما لا شک فيه أن العلامة ابن أبي الإصبع المصري ، من العلماء الذين لهم قدم راسخة ، ويد طولى ، وفکر مستنير في علم البلاغة ، فهو البلاغي الناقد الحصيف ، صاحب الذوق الرفيع ، والحس المرهف ، ومن يقرأ کتابيه     ( تحرير التحبير ) ، و ( بديع القرآن ) تظهر له صفات أخرى ، کان يتميز بها ابن أبي الإصبع المصري ، وهذا ليس بغريب عليه ، فالبيئة التي عاش فيها ، وتأثر بها هي التي أملت عليه ذلک ، فضلاً عن أن تناوله لعلم البلاغة لم يکتف فيه بجمع الألوان البلاغية ، بل کـان يقف تجاهها ناقدًا لما لم يعجبه ، ومرجحًا ما يراه راجحًا ، ومغيرًا ما لم تعجبه تسميته .
إلا أنک في بعض الأحيان تتوقف عند نصوص کلامه ، ولا تدري ماذا يقصد بهذا لکلام ؛ لأنه قد يظهر لک من خلال کلامه – إن أسانا الظن به – شيء من الخلط والاضطراب ، ولکن العلامة ابن أبي الإصبع من العلماء الذين نحسن الظن بهم ، ولعل ما ورد عنده من هذا الخلط کان مرجعه أن المصطلحات البلاغية لم تکن قد استقرت في عهده على وضع معين ، أو أن عقولنا لم تصل إلى فکر هؤلاء وما يريدون من کلامهم ، ومن أجل ذلک جاء هذا البحث تحت عنوان " وقفات بلاغية مع ابن أبي الإصبع المصري في کتابيه ( تحرير التحبير ) و(بديع القرآن ) عرض ومناقشة وترجيح .
وقد سرت في هذه الوقفات على منهج هو کالآتي :
أولاً : قراءة اللون البديعي الواحد في الکتابين ، قراءة متأنية بفهم وتدبر على قدر استطاعتي .
ثانيًا : جاريته على تسمية جميع أبواب البلاغة بأنها من البديع ؛ لأنني لست بصدد تصنيف البلاغة عنده إلى : معان وبيان وبديع ، ولکن البحث له هدف آخر .
ثالثًا : نقلت کلامه بالنص – حتى وإن کان طويلاً – لأضعه بين يدي القارئ ؛ ليحکم عليه من خلال کلامه .
رابعًا : ناقشته في کلامه بکلامه ، وأقمت عليه الحجة من خلال ما يقول ثم عرضت أقوال أهل العلم في کل مسألة ، ورجحت اللون البلاغي الذي ينسب إليه الشاهد .
خامسًا : راجعت بعض النقول ، التي نقلها عن السابقين .
سادسًا : خرجت الأبيات الشعرية من دواوين أصحابها ، وضبطتها بالشکل ، ونسبتها إلى قائليها .
سابعًا : صنفت الشواهد التي وقفت فيها معه إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : شواهد ذکرها تحت لونين من البلاغة ، بينهما فرق ،
وهو الذي يفرق بينهما .
القسم الثاني : عدم دقته في تعريف بعض الألوان البلاغية والتفريق بينها.
القسم الثالث : شواهد لا تتفق مع تعريفاته للألوان البلاغية .
واعتمادًا على ما سبق ، فقد جاء البحث في : مقدمة ، وتمهيد ، وثلاثة مباحث ، وخاتمة ،  وفهرس للمصادر والمراجع .
فأما المقدمة : فبينت فيها أهمية الموضوع ، والدواعي التي دفعتني إليه.
وأما التمهيد فيشتمل على شقين :
الشق الأول : نبذة عن ابن أبي الإصبع المصري .
الشق الثاني : نبذة عن کتابيه ( تحرير التحبير ، وبديع القرآن ) .
وأما المبحث الأول ، فعنوانه : الشواهد التي ذکرت تحت لونين من البلاغة مع أن بين اللونين فرقًا  .
وأما المبحث الثاني، فعنوانه : عدم دقته  في تعريف بعض الألوان البلاغية  والتفريق بينها .
وأما المبحث الثالث : إتيانه بشواهد لا تتفق مع تعريفاته للألوان البلاغية
وأما الخاتمة : فبيت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة .
وبعد : فهذه وقفات بلاغية  استُخلصت من خلال قراءة الکتابين (تحرير التحبير) و ( بديع القرآن ) لابن أبي الإصبع المصري ، إن صح فهمي فيها ، فهذا من توفيق الله وعونه ، وإن کانت الأخرى ، فاعتذر أولاً إلى العلامة ابن أبي الإصبع المصري ، إن کنت حملت کلامه ما لا يحتمل ، وأسأل الله ثانيًا أن يغفر لي وله ، إنه ولي ذلک والقادر عليه . 
                                                                        الباحث

الكلمات الرئيسية