اقتصاد المجهود العضلي في ظاهرة الإعلال بالقلب

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة بالکلية جامعة الأزهر

المستخلص

     فإنّ ظاهرة الاقتصاد في المجهود العضلي من الظواهر اللغوية التي تسري في شرايين اللغة العربية ، ومن السمات التي منحها الله – سبحانه وتعالى – للغة قرآنه ودينه الإسلامي الحنيف ، ولا أکون مبالغًا إذا قلت إن هذه الظاهرة تظهر علاقة وثيقة بين اللغة العربية وبين الدين الإسلامي ، ألا وهي علاقة التيسير والتسهيل , فالدين الإسلامي يميل إلى التيسير ويبتعد عن التعسير ، وقدأمرنارسولنابالتيسيرفي کل مناحي الحياةفقالفيالحديثالمتفقعليهعنأنس :"يسرواولاتعسرواوبشرواولاتنفروا "([1]) وماخُيِّررسولناالکريمبينأمرينإلااختارأيسرهما ،مالميکنإثما.
   وکذلک اللغة العربية تميل إلى التيسير والتخفيف ، ما لم يتعارض مع قواعدها وبنيتها ، ويتمثل ذلک في ظاهرة الاقتصاد في المجهود العضلي .
    وهذه الظاهرة لها وجودها الفعلي في لغتنا نطقًا وتقنينًا ، والذي يؤکِّد ذلک أنّها لم تکن قائمة في ذهن النحاة فقط ، بل کانت لدى کثير من القبائل  ، وشملت کثيرًا من المناطق العربية باعتراف النحاة المحدثين([2]) .
   ومع أنها ظاهرة قديمة عرفها الإنسان العربيُّ منذ العصر الجاهليِّ ؛ فلا نجد لها حديثا مستقلا عند اللغويين ، بل نجدها مبعثرة في کتبهم اللغوية تحت مصطلح (الخفة) .
   والحقيقة أن هذا المصطلح يحتاج إلى توضيح وتعليل صوتي , يوضح کيفيّة التخفيف  فسيولوجيًّا.
    ولأهمية هذه الظاهرة فقد أشار إليها کثير من الأساتذة في مؤلفاتهم وفي محاضراتهم  , وفي مجالسهم العلمية وطلبوا من أبنائهم- وأنا أحدهم- دراستها ومن هؤلاء الدکتور/ عبد الله ربيع محمود – رحمه الله-, والدکتور /عبد الحميد أبو سکين , والدکتـور/ عبد الغفار هلال , والدکتور/ عبد الفتاح البرکاوي , ومنذ أن سمعت ذلک من سعادتهم  عقدت النية أن أدرس هذه الظاهرة , ولکنني وجدتها تحتاج إلى دراسات عديدة ، وليست دراسة واحدة , فتحتاج من يظهرها ويکشف عنها من نواح لغويـة متعددة ، کالإعلال , و الإبدال , والإدغام , والقلب , والحذف , والإمالة , والبناء  والإعراب . وإن شاء الله سأتناولها في أبواب نحويّة وصرفيّة أخرى حتى أکشف النقاب عن هذه الظاهرة ، وتکون مرآة لأبناء العربية يرون فيها ما تميّزت به لغة دينهم عن سائر اللغات البشرية .
     علما بأنني ترکت بقية مباحث الإعلال والإبدال ؛ حتى لا يطول البحث ويتشعب ، ولأوفيه حقه في البحث والتنقيب والمناقشة والتعليل ، کما اقتصرت على المواضع التي وجب فيها القلب ، وترکت مواضع الجواز ؛ لأني أبحث- فقط - عن المواضع التي يتحتم على المتکلم أن ينطق بالقلب .
         خطة البحث ومنهجه :
  التزمت في هذه الدراسة بالمنهج الوصفي القائم علي التحليل اللغوي ؛ لأن طبيعة البحث تتطلب مني ذلک . واقتضت طبيعة البحث أن يأتي في أربعة فصول يسبقها تمهيد , ثم تليها خاتمة وبعض الفهارس الفنية ، على النحو التالي :
      التمهيد وخصصته للتعريف بمصطلحات العنوان , والمقصود بحروف العلة ومخارجها وصفاتها ، ومخارجها ، وصفاتها .
     وفي الفصل الأول : تحدثت عن اقتصاد المجهود العضلي في قلب الهمزة ، وقسمته إلى ثلاثة مباحث : خصصت المبحث الأول لاقتصاد المجهود العضلي في قلب الهمزة ألفًا ، والمبحث الثاني لاقتصاد المجهـود العضلي في قلب الهمزة ياءً ، والمبحث الثالث لاقتصاد المجهود العضلي في قلب الهمزة واوًا.
      وفي الفصل الثاني تحدثت عن اقتصاد المجهود العضلي في قلب الواو ، وقسمته إلى ثلاثة مباحث : تناول المبحث الأول الحديث عن اقتصاد المجهود العضلي في قلب الواو ألفًا ، وجعلت المبحث الثاني للحديث عن اقتصاد المجهود العضلي في قلب الواو ياءً ، وفي0 المبحث الثالث بينت اقتصاد المجهود العضلي في قلب الواو همزة .
     وفي الفصل الثالث تحدثت عن اقتصاد المجهود العضلي في قلب الياء ، وجاء – أيضا-  في ثلاثة مباحث : تناولت  في المبحث الأول اقتصاد المجهود العضلي في قلب الياء ألفًا ، وخصصت المبحث الثاني لاقتصاد المجهود العضلي في قلب الياء واوًا ،أما المبحث الثالث فکان لاقتصاد المجهود العضلي في قلب الياء همزة.
    وفي الفصل الرابع تعرضت لاقتصاد المجهود العضلي في قلب الألف ، وقد قسمته إلى ثلاثة مباحث : تحدثت في المبحث الأول عن اقتصاد المجهود العضلي في قلب الألف ياءً ، وفي المبحث الثاني تناولت اقتصاد المجهود العضلي في قلب الألف واوًا ، وخصصت المبحث الثالث لاقتصاد المجهود العضلي في قلب الألف همزة.
    وقد التزمت في کل مبحثٍ أن أذکر المواضع التي وجب فيها القلب ، ثم أذکر فلسفة القدامى والمحدثين لکل موضع  ، ثم أعقب على ذلک . 
    وأخيرا جاءت ، الخاتمة وذکرت فيها أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال الدراسة , ثم وضعت قائمة بالمصادر والمراجع التي ذکرت ، ثم فهرسا للموضوعات .
    وأرجو من الله - سبحانه وتعالى-  التوفيق ؛ لأن أقدم للقراء والباحثين والمکتبة العربية , والإسلامية شيئًا جديدًا مثمرًا للبحث العلمي ؛ فهو نعم المولى ونعم المعين.                                                                                                        
                                                                      الباحث   
 

الكلمات الرئيسية