المساجلات الشعرية وأثرها في تطور الشعر في صدر الإسلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب والنقد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية بدسوق جامعة الأزهر

المستخلص

لله در الأصمعي ، فمن العين التي فجرتها قولته المشهورة تنبجس هذه الصفحات التي تظهرنا علي أن الشر ليس هو الباب الوحيد للشعر ، وأن الکذب ليس هو السبيل إلي الإبداع ، لاسيما حين يتعلق الأمر بالدعوة إلي الإسلام  والدفاع عن الرسول الکريم ، والجهاد بالکلمة  ضد جحافل الکفر والطغيان ، والاضطلاع  بحمل مشاعل الخير للبشرية ، وبالجملة  فإن الشعر لا يعدم مداخل إلي الخير، وفي الصدق مندوحة عن الکذب ،  أضف إلي ذلک من دواعي اختيار هذا الموضوع أنه يتزامن مع تلک الهجمة الشرسة التي يشنها الغرب اليوم ضد الرسول الکريم r ودينه القويم ، ومن ثم فإن العودة إلي هذا التراث الشعري الخالد إنما تمثل نوعا من الاستعلاء علي الواقع ، والاستدعاء لشخصيات الذائدين عن الدين الإسلامي ، وإيقاظا لمن آنس من نفسه رغبة في الذود عن الإسلام ، وسيرا علي درب الصحابة الأبرار والشعراء المؤمنين ،
 وعلي الرغم من کثرة البحوث  والمقالات التي عرضت لهذا الموضوع فإنه  مايزال بحاجة إلي دراسة مستقلة  تبرز هذا اللون الشعري الذي يلبي حاجة نفسية  لدي  کل مسلم ، و تتحمل عبء تحرير المصطلحات  وتضيف مزيدا من العناية بالخصائص الفنية لهذا الشعر، وتهتم بجانب الموازنة الذي يکتنف جمهرة القصائد والمقطوعات ، کما يظهرناهذا البحث علي حجم التطور الشعري والازدهار الأدبي الذي شهدته الساحة  الأدبية في  ذلک العصر ، فمثل هذا  الفن إنما يفتق الأذهان ، ويذکي الشاعرية ، ويستجيش الموهبة ، ويبعث علي الإجادة ، وبخاصة بعد أن هذب الإسلام أخلاق شعرائه  ووجههم هذا الاتجاه الراقي  بأن يرکز الشاعر علي رد العدوان  ودفع الشر بعيدا عن الفحش في القول والنيل من الأعراض 0                                                                                                                                                                                                                               
 والله أسأل أن يکون ما سلطته من أضواء کاشفا عن أهمية هذا الشعر، ونافيا عن عصره غبار الاتهامات ، ومسجلا لدور أولئک الشعراء ودفاعهم الباسل عن تعاليم الدين وقيم الإسلام ،  هذا وما کان من توفيق فمن الله  وحده وما کان من تقصير فمني وحسبي أنني اجتهدت في التعلق بالأسباب ، والحمد لله أولا وآخرا هو حسبنا ونعم الوکيل وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم 0
                            
                                                   الباحث / محمد صبحي الجمال

الكلمات الرئيسية