قوة اللفظ لقوة المعنى فى القرآن الکريم فى ضوء فقه اللغة العربية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم أصول اللغة. فى کلية اللغة العربية بالزقازيق جامعة الأزهر

المستخلص

إنه لشرفٌَ کبيرٌ ،وخيرٌ کثيرٌ ؛ العمل فى خِدمة کتابه الکريم ، وأعلى وسام يوضع على الصدور ،وينال المرؤ من عمله- بإذن ربه - أوفى الأجور ،ويتلقاهُ العلىّ القديرُ بالبِشرِ والسرورِ،ذلک لأنه نصٌّ مبينٌ تحفظه صدورنا قبل السطور ،و تتفاعل  أصواته ومعانيه فيجرى على الألسنة جريان الماء فى الغدير،  ومن دونه؛ العمل فى الدّرسِ اللُّغوىّ فهو مِنْمُتشعباتالبُحورِ، ومِنْ أعمقهوألطفه؛الدَّرس الدَّلالى ، حيث السبيل إلى فَهْم اللُّغة وفقهها من بين السطور  ، کما فعل  فقهاءُ اللُّغةِ – قدامى ومُحْدَثين – حيث عَبَدّوا الطريقَ بِعلّمِهِم المَسْطُور .وقد تلا جيل السابقين  جيلُ أساتذتنا  الأفاضل فى علم اللغة وفقهها بمصر والوطن العربى- فجزاهم عنا ربنا خير الجزاء بسعيهم المشکور- وعلى إثرهم سار الجِيلُ الجديدُ بالهدى والنور – فمن حق الدارسين العرب أن يعلموا أنهم  ليسوا عالة على الدراسات الأجنبية ويتجلى ذلک فى فقه اللغة العربية حيث إنه عربىٌّ خالصٌ -. ومما کان  يشغلنى – دائماً-  ذلک المظهر اللغوىّ البديع ؛ ( قوة اللفظ لقوة المعنى)؛الذى ينتمى إلى علم فقه اللغة العربية([1]) حيث تتجلى القيمةُ التعبيريةُ للحرف الواحد ، والقيم الدَّلالية للبنية الزائدة ، فمن المتعارف عليه کما يقول ابن جنى - أن الألفاظ أدلة المعانى ؛ وهى توضع بإزاء المقاصد ؛ فإذا زيد فيها شىء ، أوجبت القسمة له زيادة المعنى به ، وکذلک إن انحرف به عن سمته ((وهَدْيَتِه)) کان دليلاً على حادث متجدّد له . وأکثر ذلک  أن يکون ما حدث له زائداً فيه لا منتقصاً منه. ([2])
وفکرّتُ أن أتناول هذه القضية فى کتاب الله – تبارک وتعالى – حيثُ إن القرآن الکريم يزخر بالألفاظ الخارجة من مشکاة واحدة وزاد إحداها نظراً لزيادة معناها وهذا الأمر يدخل تحت قضايا  فقه اللغة ؛ ومما هو جدير بالذکر أن الباحث فى تلک  الألفاظ عليه العناية بالسياق القرآنى الوارد به تلک الألفاظ ؛ لأنه المعين على تحديد  مراد الله – تبارک وتعالى -  ودراسة السياق  - من صميم الدّرس الدَّلالى – ومن هنا فالدراسة تجمع  بين فقه اللغة العربية القديم ، والدَّرس الدَّلالى الحديث .
ولقد حاولتُ فى هذه الدراسة السيرَ على خُطوات منظمة للوصول بهاللوجه المرتضى عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ وأولى العلم وأربابهمن بعده، ومن أهم تلک الخطواتما يلى:
 1 -  جَمْعُ المَادةِ العلِمِيةِالمُتعلِّقَةِ بالدِّرَاسةِ .
 2 -  تَصْنِيفُ المادةِ العلمية طِبقًا للمعاييرالمعمول بها فى الحَقْلِ الدَّلالىّ ؛ وإنَّ کان الأَمرُ لم يَخْل من بعض الاجتهاد من قِبلِ الباحثِ فى بعض النواحى التصنيفية والتحليلية التعليلية عله ينل القبول- إن شاء الله تعالى-.
ولم يغفل الباحثُُ الالتزام بالأدوات البحثية المُتعارف عليها بين الباحثين، کـ : توثيق الآيات القرآنية الواردة –  من رقم الآية واسم السورة ورقمها، ومن تخريج الأحاديث النبوية ، والأمثال والشعر وبحوره وکلها من ثوابت البحث العلمى والتىحرص  على وجودها فى عمله - جهد الطاقة-  .
ولا يخفى على أحدِ من أربابِ العِلمِ وطُلابِهِ مدى المعاناة التى تعترض الباحثين فى مجال العلوم والفنون - ناهيک - عن العلوم اللُّغَويةِ - خاصة - الدَّلالِيةِ؛ فالعلم– کما يعلم أهله -  سَهْلٌ وعَويصٌ ، وذَلُولٌوجَمُوحٌ ، لا يسْتغنى باحتواءِ سَهْلِهِ عَنْ مَعْرِفِةِ عَويصِهِ ، بل لا يتوصلُ إلى تقصى ذَلُوله إلا باستنباط جامِحه ، والمتبحر فيهما، يبذلُ لطالبِ سَهْلِه ملتمسه، ولمبتغى التوصل إلى عويصه طريق الوصلة إليه 0
فالله َ أسألُ أنْ يَجْعَلنى مِمَّن يُبْدِى ذَلُولَ مَا مُنِحَ مِنَ العِلمِ لمُبْتَغيه، طلبًا لمَرضاةِ مَوليه ومُسْدِيه، ويُظْهر الجَامِحَ ، امتثالاً لقولِهِ ـ تعالىﮠ  ﮡ      ﮢ  ﮣ   ([3])ويوفقالجميعَ وإياى من القولوالعمل لما يقرّب منه ويُزلف لديه، ويدنى من رضاه،-سبحانه وتعالى- إنه جواد کريم قريب، سميع مجيب0
الباحث
 
 

الكلمات الرئيسية