سيكولوجية الطفولة في شعر الشابي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ البلاغة والنقد المساعد بجامعة الازهر كلية اللغة العربية بالمنوفية

المستخلص

تتعد مفردات الشابي في معجمه الشعري الوافر, والتي تعد تجارب واقعية من الحياة المليئة بزخم الأحداث المتناثرة هنا وهناك في عين وقلب وعقل ووجدان الشاعر, والتي تعد قريبة من نفس المتلقي ووجدانه وعاطفته.
ومن اللافت - وأنا أقرأ له ديوان ( أغاني الحياة)- معانٍ عميقة هزتني من سحر ما عبّر به عن معاني الطفولة الواقعي التي تتسم في بعض صورها بالألغاز والأحاجي المتضافرة مع الحياة المليئة بالأحداث والوقائع التي تحيط بذهن الشاعر ورؤيته من قريب أو من بعيد , فشدتني عبقرية الشاعر في التصوير كما شدتني الدقة في استخدام المعجم الشعري للطفولة بشتى مظاهرها وأحوالها من خلال رؤى منعكسة على سيكولوجية غامضة تحتاج إلى تفسير عميق حول إصرار الشاعر على تناول تلك المرحلة بعينها, وهذا العهد العمري الأول المليء بالأسرار والمعاني الضافية العميقة.
والناظر في ديوان الشابي يجد نفسه محاطا بالمتعة عندما يأتي أو يمر حديث عن الطفولة, كما أنها تعد استثارة موحية تستهدف الذكريات الماضية الجميلة. وباعثة على إثارة البهجة والأمل في النفوس.
ومما أثارني وحار فكري لسنوات , قول الشابي في قصيدة: [صلوات في هيكل الحب]:
عذْبةٌ أنتِ كالطّفولةِ، كالأحلامِ كاللّحنِ، كالصباحِ الجديدِ
كالسَّماء الضَّحُوكِ كالليلةِ القمراءِ كالورد، كابتسام الوليد
وقلت في نفسي : أي شيء جعل النفس تقرأ المرأة عذبة المذاق كالطفولة؟ واستقبلت التعبير بارتياح , وكنت كلما فكرت في أن أتناول هذا العمل للوقوف على أسراره في نفس الشابي شغلني عنه موضوع آخر حتى تهيأت لي الفرصة في الخوض فيه , من هنا عزمت على دراسة الطفولة في ديوانه, وكنت كلما تصفحت ديوانه خالطني من المتعة والإحساس بالشعور الجميل تجاه استعمالاته لمعاني الطفولة الوليدة.

الكلمات الرئيسية