الأَفْعال الإنجازيَّة في استهلال القصة القرآنية (دراسة تداولية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

بمرحلة الدكتوراه جامعة الملك خالد كلية العلوم الإنسانية-قسم اللغة العربية.

المستخلص

-مدخل:
تَكتسبُ دراسة الاستهلال في القصَّة القرآنيَّة أهمِّيَّة بالغةً؛ باعتبار النَّظر في قوانينها الخاصَّة الَّتي تَفْرِضُ على الدَّارس التَّأمُّل في نَظْم مطالع القصص، وخواتيمها، على نحوٍ يجعل فِكْر الباحث في تَنامٍ؛ بحيث يتَّسع أُفُقُه، وتَزِيد مداركُه، كما تتكوَّنُ لديه ملكةُ القراءة المنتجة، والتَّفاعل مع كلِّ فاتحة قصَّة.
إنَّ الاستهلال كما هو سِمة بلاغيَّة يتشكَّل منها مطلع كلِّ سُورة قرآنيَّة؛ فإنَّه سِمة لمطالع القصص القرآنيِّ؛ وبذلك صار لازمة سَرْديَّة، وقيمة قصصيَّة؛ تُثيرُ انتباه السَّامعِ، وتَجذبُ القارئ.
الأمر الَّذي جَلَبَ انتباه الباحثة، وشجَّعها، ودفعها إلى اختياره موضوعًا صالحًا للدِّراسة؛ بأساليبَ متنوِّعة، وأغراض مختلفة؛ تبعًا لمتطلَّبات المقام؛ إذْ لا بُدَّ مِنَ التَّرابط، والتَّلاؤم، وحُصول الانسجام بين مُكوِّنات القصَّة، وسياقاتها مع ما قبلها، وما بعدها؛ حتَّى لا يشعر السَّامع بالبُعد بين الفكرة والفكرة، وأنْ يكون التَّجانس في وِحدة الرُّوح والمشاعرِ.
ولعلَّ الموجِّهات الَّتي اجتهدتِ الباحثة في تطويعها؛ لاستيعاب الموضوع؛ تتناغم إلى حدٍّ كبير بين عنوان البحث، والمنهج الَّذي اعْتمدتْه؛ لمقاربة الاستهلال في القصَّة القرآنيَّة؛ ذلك أنَّ اللُّغة القرآنيَّة ستظلُّ موضوعًا لدراسة البلاغة، والتَّداوليَّة الحديثة، ولا تجِد الباحثة تعارضًا بين المنهجينِ؛ إذْ تلتقي البلاغة العربيَّة في بحثها عنِ الظَّواهر، وبيان أسرار تشكُّلها مع الوظيفة التَّداوليَّة ومعاييرها الجديدة؛ بل إنَّ التَّداوليَّة تحْمِل في رُوحها السِّماتِ النَّوعيَّةَ للظَّاهرة البلاغيَّة؛ ما يجعل القواسم المشتركة بينهما جديرة بالنَّظر، ونخصُّ: الأفعال الإنجازيَّة.
وبذلك فإنَّ لغة الاستهلال الَّتي ارتسمت في مطالع القصص القرآنيِّ، تتفاعل في إنتاجها الدَّلاليِّ بمعطيات منهجيَّة، وخصائصَ شاملة، تجمع بين السِّمات البلاغيَّة، والمبادئ التَّداوليَّة.

الكلمات الرئيسية