حَظِيَتْ القصائد الجاهلية المسماةُ بالمعلقات، بعناية اللغويين والنحويين قاطبة، عناية فائقة على مرّ التاريخ ، لما فيها من التراكيب اللغوية، والشواهد النحوية ، الأمران اللّذان هما محلّ استنباط القواعد النحوية وبناء الأقيسة اللغوية. ولذلك نجد كثيرًا من شروح المعلقات منسوبة إلى نحويين ولغويين بارزين ، كما نجد تلك الشروح مليئة بالمسائل النحوية والتوجيهات الإعرابية. والتسمية بالمعلقات لها أسباب ذكرها الشُّـرّاح، منها : أنها كانت لجَودتها تُعلّق في أستار الكعبة. وقيل: بل لأنها تعلّقَتْها القلوب وحفظَتْها لما استجادَتها. وقد سُمّيت أيضًا بالمـُذَهَّبات، وسمّيت بالمـُسَمَّطات. وغالبًا ما كان المعلّمون والمؤدِّبون ينصحون طلابهم بحفظ تلك المعلقات في بداية طلبهم، كما ينصحون بذلك المبتدئين من شُداة الشعر، وطلاب العربية.
ومعلقة طرفة من أجود المعلقات . اعتنى بها الشراح والأدباء ، وقررت دراستها في الكلية . ولذلك جعلتها مجالا لكتابة هذا البحث عنها ، وإعرابها وشرح معانيها. ولأن قائلها شاعر مبدع . وجعلت البحث في عدة أجزاء تسهيلا للانتفاع به . وهذا هو الجزء الأول .