بلاغة الحديث في بيان القرآن النفيس شهادة الجوارح نموذجًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالإسكندرية جامعة الأزهر

المستخلص

هذه دراسة بلاغية توضح ما بين القرآن الكريم والحديث من صلة وطيدة، فكلاهما وحي من الله عز وجل، أنزله على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والفارق بينهما أن القرآن وحي بلفظه ومعناه، أما الحديث فمنه ما هو قدسي، وفيه نظر، فمن العلماء من قال: إنه وحي بمعناه ولفظه، لكنه ليس بمعجز، ومنهم من قال: إنه وحي بمعناه فقط كالسنة النبوية التي كساها نبينا الكريم ألفاظا من عنده، وإنما سمي قدسيا؛ لوجود النص الشرعي على نسبته إلى الله –تعالى- بقوله: (قال الله تعالى كذا)، لذا تجلت المعجزة في القرآن؛ لأن نظمه يعلو جميع النظوم.
وتعد السنة النبوية التفسير الأول لكتاب الله، توضحه، وتفصله، وتخصص عامه، وتقيد مطلقه، وتأول ظاهره، وترفع عنه الإجمال والخفاء؛ لذا لا يستتب دين المرء إلا بها، ولا يستطيع أحد رفضها، فرفضها رفض للقرآن نفسه.
واخترت شهادة الجوارح كنموذج تطبيقي لإظهار صلة الحديث بالقرآن وبيانه له؛ لما فيها من ترهيب، يعيد للنفس رشدها.
واعتمد بحثي على المنهج الاستقرائي؛ في البحث عن الآيات محل الدراسة، وانتقاء الأحاديث الصحيحة التي تحدثت عن شهادة الجوارح، واستبعاد الأحاديث الضعيفة حولها، ثم الاتكاء على المنهج التحليلي في التحليل البلاغي للقرآن والسنة، واستنباط خصائص النظمين والصلة بينهما.
وكانت أول خطواتي في التحليل هو تحليل موطن الشاهد في الآية الكريمة، أي الجزء الذي يتحدث عن شهادة الجوارح منها، ثم ربطه بموطن الشاهد في الحديث، ثم الرجوع إلى السياق العام وربطه ببداية الآية والحديث، وإظهار ما للسياق من أثر في الوجه الإعرابي للشاهد، وما للسياق أيضا من أثر في البناء التركيبي للنظمين. كل ذلك لإظهار الصلة الوثيقة بين كتاب الله وسنة رسوله الكريم.

الكلمات الرئيسية