وصية أكثم بن صيفي (ت9 هـ =630م) لبنيه ورهطه- دراسة بلاغية تحليلية-

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد- كلية اللغة العربية بإيتاي البارود - جامعة الأزهر - مصر

المستخلص

يقف هذا البحث وقفة متأنِّية مع وصية جليلة القدر عظيمة الشأن خرجت من فِيِّ رجل من المُعمِّرين الذين عركوا الحياة وخبروا حالها، وعاشوا خيرها وشرَّها، وذاقوا حلوها ومُرَّها ممَّا كوَّن عنده ثروة معرفيَّة ضخمة أهَّلته ليكون قائد أهله وواعظهم وحاديهم إلى كُلِّ ما يضمن لهم العزَّة والرفعة والرقي.
جاءت هذه الوصية لتعبر صراحة عمَّا يمتلكه الإنسان العربي من أخلاق حميدة وصفات نبيلة.. ساق أكثم بن صيفي لأهله في وصيته هذه الأمرَ بمكارم الأخلاق، وضرورة التروِّي والمشاورة قبل الإقدام على أي فعل، وحذَّرهم من العجلة والحسد والطمع، وتقديم المال على العِرض، وكلُّ هذه القيم التربوية جاء الإسلام فأكد عليها ورغَّب فيها، فالوصية إذن متوافقة مع الفطرة السليمة التي فطر الله تعالى عباده عليها.
كلُّ هذا ساقه أكثم في أسلوب خلَّاب قوي، ضمَّنه كثيرًا من المعاني التربوية السَّامية في ثوب بلاغي بديع كان له أبرز الأثر في إبراز المعنى المراد؛ فانتقى من الكلمات ما يناسب المقام، وكوَّن منها سبائك تشهد له بالبراعة والإحكام في صناعة البيان؛ ممَّا جعل هذه الوصية جديرة بالتمحيص والدراسة؛ لإبراز الدور المهم للبلاغة العربية وأثرها الفعَّال في تأدية المراد عند هؤلاء القوم الذين عُرفوا بالبلاغة، ونزل الذكر الحكيم متحدِّيًا لهم.
وقد انتظم البحث في مقدمةٍ عرَّفت فيها بالبحث وأهميته ومنهجه وخطته، وتمهيد عرفت فيه بالوصية وذكرت أنواعها، ثم عرفت بأكثم بن صيفي، وثلاثة مطالب: المطلب الأول بلاغة التعبير عن معاني الخوف على أهله في وصيته، والمطلب الثاني: بلاغة التعبير عن معاني السمو والرفعة في وصيَّته، الثالث: السمات العامة في الوصية، ثم خاتمة البحث ومراجعه.
والله أسأل أن ينفع بهذا البحث البلاد والعباد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الكلمات الرئيسية