بلاغة الشّاهد القرآني في مفتاح العلوم للسّكاكيّ (ت:626هـ)، من بداية القسم الثالث حتّى التّعريف بالموصوليّة، بين التفرُّد والمتابعة The eloquence of the Qur’anic witness in Miftah al-Ulum by al-Sakaki (d.626 AH), from the beginning of the third section until the definition of the relative clause, between singularity and continuity.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد في كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدمياط الجديدة، جامعة الأزهر، مصر.

المستخلص

الملخص
يسعى هذا البحث في القْدر الذي قصده من كتاب مفتاح العلوم للعلامة أبي يعقوب السّكاكيّ إلى بيان شيءٍ من المسائل البلاغيّة الّتي كان العلامة السّكاكيّ متفرّدًا بذكرها، والتّأصيل لها. ولم يقف البحث عند هذا الحدّ فحسب، بل تجاوزه إلى بيان شيءٍ ممّا سار فيه العلامة السكّاكيّ على خطى غيره من أهل العلم، ولو على شيءٍ يسيرٍ من آرائهم؛ سعيًا إلى بلوغ شيءٍ من الحقّ والإنصاف، في قضيةٍ لم يخمد لظاها، ولم تهدأ رحاها إلى وقت النّاس هذا، متمثّلةً في السّؤال عمّا أودعه العلامة السّكاكيّ في القسم الثّالث من كتابه هذا، هل هو علمٌ حصّله ممّن سبقوه، وكان له فيه فضل التّقعيد، والتّبويب فحسْب؛ على ما يرى مناوئوه، أو أنّ هذا الذي ساقه من علمٍ كان حاله معه كحال غيره من أهل العلم فيما ضمّنوه تصانيفهم؛ من حيث تفرّدهم ببعض المسائل، ومتابعتهم لمن سواهم في غيرها؟ على أنّ أحدًا من أهل العلم في الأعمّ الأغلب لا يمكنه بحالٍ من الأحوال أنْ يدّعي لنفسه عدمَ متابعته لركب غيره في شيءٍ من قضايا العلم الذي يؤلّف فيه، وهذا ليس مثلبةً في باب البحث والدّراسة، ولكنّه يكون معرّة كُبرى، ووبالاً عظيمًا في حقّ مَن يدّعي لنفسه التّفرُّد بعملٍ ليس من نتاج فكره هو، ولا من عمل عقله في شيءٍ. ثمّ إنّك تجد الذين يتفرّدون بشيءٍ من قضايا العلم، عن سابقيهم، وكذا معاصريهم، نزرًا يسيرًا من العلماء؛ لا يسوغ أنْ يمرّ نتاجهم مرورًا يُغفل مواطن الأصالة والجدّة فيه، بل يكون من الحصافة أن تُدرس فرائدهم، دون تنكُّرٍ لهم، أو هضمٍ لشيءٍ من حقوقهم؛ ليكون هذا مثالاً شاخصًا يحفز الهمم نحو البحث عن الفريد، وإعلاء شأن كلّ بديعٍ وطريفٍ.
 

الكلمات الرئيسية