الحمد لله الذى هدانا للإسلام وجعلنا من أمة خير الأنام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له فى ملکه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين کله ولو کره المشرکون وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً رسول الله صاحب الرسالة السمحة وصاحب القرآن الکريم وصاحب الحوض العظيم وصاحب الشفاعة الکبرى يوم العرض على الرحمن . يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لکل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه
اللهم صل وسلم وبارک عليک سيدى يا رسول الله وعلى آلک وأصحابک إلى يوم الدين .
أما بعد ،،،، فقد بين الله عز وجل فى کتابه العزيز مما بعث به نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن الناس انقسموا إلى أقسام ثلاثة – فکافر أعلن کفره ورفضه للإسلام وعدم انقياده له ، ومؤمن آمن بالله عز وجل إيماناً صادقا ظاهراً وباطنا فهو المؤمن الصادق فى اعماله وأقواله وتصرفاته . وهناک قسم ثالث هم شر الخلق على الإطلاق آمنت ألسنتهم وکفرت قلوبهم آمنوا ظاهراً وکفروا باطنا ، تظاهروا بالإسلام ، وفى نفس الوقت هم اعداؤه الألداء وهم خصومه وهم ضد الإسلام وضد أهله انتسبوا إلى الإسلام ولکنها النسبة التى ارادوا بها عصمة دمائهم وأموالهم والله يعلم إن المنافقين لکاذبون ، والذى دفعنى إلى الکتابة فى هذا الموضوع عدة أسباب أهمها ما يلى :
أولاً : التصدى لهذا المرض وکشفه وبيانه بفضح ملامح المنافقين وصفاتهم حتى يحذرها المسلمون .
ثانياً : انتشار هذا الداء الفتاک فى المجتمع وذيوعه بين طبقات الناس المختلفة حکامهم ومحکوميهم ، علمائهم وجهالهم ، خاصتهم وعامتهم ، أغنيائهم وفقرائهم .
ثالثاً : بيان خطورة هذا المرض القلبى العضال على العقيدة الإسلامية ، وما يفعله أصحابه من الترويج للإباحية والسخرية من مظاهر التدين والتشکيک فى الثوابت ونشر الأحکام المسمومة فى هذه الأمة .
رابعاً : تنوع الأقنعة التى يتستر وراءها المنافقون فى کل عصر وخصوصاً فى عصرنا الحالى . أما عن خطة البحث فى هذا الموضوع فقد قسمت البحث إلى مقدمة وخمسة مباحث وخاتمة . أما المقدمة : فتحدثت فيها عن أهمية الموضوع وأسباب اختيارى له وخطة البحث فيه :
المبحثالأول : تعريف النفاق ونشأته وأنواعه .
المبحثالثانى : صفات المنافقين کما صورها القرآن الکريم .
المبحثالثالث : اشهر المنافقين فى العهد النبوى وأعمالهم الوخيمة .
المبحثالرابع : خطر النفاق على العقيدة الإسلامية .
المبحثالخامس : کيفية التصدى لمرض النفاق ومعالجته .
الخاتمة : وتحدثت فيها عن النتائج التى توصلت إليها من خلال هذا البحث .
)
مشاهدة على SCiNiTO