ابن مُلْکُون الأندلسي وآراؤه النحوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج ـ جامعة الأزهر

المستخلص

الحمد لله على فضله وإحسانه والصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديهم إلى يوم الدين أما بعد..
فيعد ابن ملکون شخصية رائدة من رواد القرن السادس الهجري، وعلما من أعلامه ، تميز بالجرأة والاستقلالية في بعض الآراء والسبق إليها، وقد  تردد ذکره في کتب النحو المختلفة کشرح المقدمة الجزولية لأبي على الشلوبين وشرح الکافية للرضي والبسيط في شرح جمل الزجاجي  لابن أبي الربيع وارتشاف الضرب والتذييل والتکميل لأبي حيان والجنى الداني للمرادي والمغني لابن هشام وتمهيد القواعد لناظر الجيش والتصريح للشيخ خالد الأزهري والأشباه والنظائر للسيوطي وغيرها، کما أنه لم ينل اهتمام الباحثين ؛فلم يقم أحد بإبراز جهده وآرائه النحوية.
وتفيد مصادر ترجمته أنه خلّف تراثا فکريا جيدا ،ومؤلفات نحوية کانت قبلة أنظار طلاب العلم في زمانه ،غير أن عوادي الزمن أتت على هذه المؤلفات ،فلم يصل إلينا منها سوى(إيضاح المنهج في الجمع بين کتابي التنبيه والمبهج لابن جني ) ومعظمه يدور حول مشکل إعراب أبيات التنبيه وإثارة ما غمض من قوانين المعربين فيها، تارة بالشرح والبيان وأخرى بالسکوت والاستحسان وثالثة بالتخطئة والاستهجان، فالموضوع الرئيس للکتاب منصب على اللغة والنحو بمعناه العام وبعض قضايا العروض والقوافي والبلاغة بالإضافة إلى اهتمامه بالأخبار والأنساب.

أما آراؤه النحوية فقد وصلت إلينا عن طريق طلابه ومريديه وتناقلتها کتب النحو من بعده فکانت شاهدا على علو قدره في علمه وبلوغه شأوا من العلم عز نظيره ، مما دفعني إلى جمعها وتحليلها وبيان موقف النحويين منها ثم ضمها في بحث واحد .
وصغت کل رأي من آرائه على شکل مسألة قائمة بذاتها ،وعنونتها ، وقدمت  للمسألة ذاکرة آراء النحاة ثم عرضت رأي ابن ملکون وحجته إن وجدت، وذلک بالإتيان بنصوص من أمهات الکتب التي تنص على نسبة هذا الرأي له، وعمدت في نهاية کل مسألة أن أبين قيمة هذا الرأي قوة أو ضعفا ، مرجحة ما يستحق الترجيح داعمة ذلک بالدليل ما أمکن.
وقد اقتضت طبيعة الموضوع أن يتکون من مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة.
بينت في المقدمة أهمية الدراسة النحوية لشخصيات نحوية لم تتبلور آراؤها من خلال کتب مشهورة ربما لفقد تلک الکتب أو ضياعها أو أنها لم تجد من الباحثين من يخرجها إلى النور، وذکرت فيها خطة البحث ومنهجه. 
و تحدثت في التمهيد عن عصر ابن ملکون مجلية أهم خصائص ومميزات هذا العصر من الناحية السياسية والاجتماعية والعلمية .
وجعلت الفصل الأولعن حياته.
والثاني عن آرائه: وقسمته مبحثين ،الأول عن آرائه التي انفرد بها ، والثاني عن آراءه التي تبع فيها غيره  .
وذکرت في الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها.
وذيلت البحث بفهرس للمراجع وأخر للموضوعات.
ولا أدعي أنني مبتکرة هذه الفکرة، وإنني أتيت فيها بجديد لم يُسمع، ولکني أقول: جمعت في هذا البحث ما تفرق في بطون الکتب ،وتناثر في مطوَّلات کتب النحو، فنسّقت منه ما تآلف، وجمعت منه ما تناثر، وقرَّبت منه ما تباعد، في بحث آمل أن يکون فريدا، وتنسيق أرجوه جديداً.
والله أسال أن يجعل بحثي هذا مقبولا ،وأن يقيض له من يقومه ويرشدني إلى الصواب ، إنه ولي ذلک والقادر عليه.
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية