التقية عند الخوارج وموقف أهل السنة منها

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية أصول الدين والدعوة بأسيوط ـ جامعة الأزهر

المستخلص


الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يکن له کفواً أحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وکشف الله به الغمة .                  أما بعد؛
فإنّ نشر مفاهيم الإسلام، ومحاولة تصحيح النظر إلى بعضها عبر وسائل التثقيف الإسلامي الصحيح بالدعوة إلى اتباع القرآن الکريم، والسُنّة المطهّرة ، يتطلب معرفة تلک المفاهيم وموقف الدين الإسلامي منها، ووضعها في مکانها الصحيح بعد تشخيص موقعها من الفکر الديني، وعمق تاريخها فيه، وعلاقتها بديمومة ذلک الفکر وصلاحيتها للامتداد في کلِّ آن وزمان، وقابليتها على استيعاب ما يفرزه تطور الحياة من مشاکل ومستجدات لوضع الحلول الشافية لها. ولعلَّ من بين تلک المفاهيم التي نطق بها القرآن الکريم والسُنّة المطهّرة هو مفهوم التقية الذي لم ينحصر في الواقع بدين الإسلام؛ بل عرفته الأديان السماوية کلّها، وطبّقته سائر المجتمعات البشرية منذ أقدم العصور وإلى يوم الناس هذا، لانسجامه التام مع مقتضى العقول وفطرة الإنسان في الحفاظ على کيانه .
ولذلک کان دفاع الإسلام قرآناً وسُنّة في تبنيه وإمضائه وتأييده لهذا المفهوم، إنما هو في الواقع دفاع عن الفطرة والعقل السليم.
فالتقية قاعدة عقلية جبلت عليها العقول السليمة، فحکمت بضرورة تجنب الضرر شخصياً کان أو نوعياً، ومن هنا أصبح موقف الإسلام من التقية موقف المؤيد والمساند، وما جاء في القرآن الکريم والسُنّة الثابتة بشأن التقيّة إنما هو إمضاء لها لأنها من شرع ما قبلنا کما يفهم من تقية إبراهيم ويوسف عليهما السلام، ومن تقية أصحاب الکهف ومؤمن آل فرعون.
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى تحقيق جملة من الأهداف التالية:

التعرف على المفاهيم المتعلقة بالتقية.
إيضاح حکم التقية في الشريعة الإسلامية.
إيضاح آثار وسبل معالجة الانحرافات الفکرية. ومقاومة ومحاربة ذلک الانحراف الفکري الخطير.

منهج البحث
 وقد استخدمت في هذا البحث المنهج التحليلي القائم على تحليل محتويات النصوص واستخراج المعنى منها، وإبرازه في صورة مبسطة، وصياغتها بصيغة موضوعية
وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يأتي في: مقدمة، وثلاثة مباحث، ثم خاتمة، وفهرس للمصادر والمراجع .
أما المقدمة: فقد اشتملت على أهمية الموضوع، والهدف من الدراسة، ومنهج البحث وخطة البحث .
وأما المباحث فقد جاءت مرتبة على النحو التالي:
المبحث الأول: التعريف بالمصطلحات الواردة في عنوان البحث.
المبحث الثاني: أراء وأفکار الخوارج في التقية.
المبحث الثالث: موقف أهل السنة واراهم في التقية.
الخاتمة: وقد اشتملت على أهم نتائج البحث.
ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه ولى ذلک والقادر عليه وهو الهادي إلى سواء السبيل .

الكلمات الرئيسية