صورة الشخصية التاريخية في المسرح الشعري المعاصر في سوريا بين تجليات التاريخ وجماليات الفن ( مسرحية الفارس الضائع لسليمان العيسى أنموذجاً )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بجرجا ـ جامعة الأزهر

المستخلص

الحمد لله الحيّ القيوم مسيِّر الأفلاک والنجوم ، خالق الکائنات بقدر معلوم ، سبحانه خلق الإنسان وألهمه العلوم ، وآتاه من الخير وفق النصيب المقسوم .
والصلاة والسلام علي النبي الأمي الأمين ، المبلّغ بالحق عن رب العالمين، وعلي آله الغّر الميامين ، وصحبه الهداة المهتدين ، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين .
أما بعد
فإن تاريخنا العريق حافل – علي امتداد عصوره – بکثير من الشخصيات التي تستحق التأمل فيها والوقوف عندها ، وقد قام الأدباء بدور مهم في رسم ملامح هذه الشخصيات التاريخية في أعمالهم الأدبية ، وقد جاءت هذه الأعمال جامعةً بين الالتزام بوقائع التاريخ ، والتحلي بجماليات الفن ، فکانت مثالاً للعمل الأدبي الناجح الذي يجمع بين الإفادة التاريخية والمتعة الفنية .
وکان المسرح الشعري من أکثر الألوان الأدبية اعتناءً بالشخصية التاريخية منذ اهتم ( شوقي) في مسرحه الشعري بشخوص التاريخ ، وتبعه في ذلک أدباء مصر والعالم العربي إلي اليوم .
وقد اهتم المسرح الشعري المعاصر في سوريا اهتماماً کبيراً بالشخصية التاريخية ، ووجد شعراؤه في شخصيات التاريخ الإسلامي مادة خصبة للقول والإبداع ، وإماطة اللثام عن صفحات مشرقة من تاريخنا وأعلامنا .
ومن شعراء سوريا المعاصرين الدين اهتموا بالمسرح الشعري ، وتحدثوا فيه عن مشاهد التاريخ وأعلامه – الشاعر ( سليمان العيسى ) ، الذي اهتم في مسرحه الشعري بالشخصية التاريخية ، وعالجها في أسلوب سهل ، ولغة واضحة، مع الالتزام بأحداث التاريخ ، والاهتمام بجماليات الفن ، وتعد مسرحية (الفارس الضائع) من أکثر مسرحياته الشعرية ثراءً من الوجهتين التاريخية والفنية ، وقد تناول فيها شخصية ( أبي محجن الثقفي ) – رضي الله عنه - ذلک الصحابي الجليل ، والفارس الشاعر النبيل ، الذي استطاع أن يتغلب علي أهوائه، ويصرع رغباته ، ويحقق أمله المنشود في الجهاد في سبيل الله عز وجل ، حتى کان أحد أسباب النصر علي الأعداء يوم القادسية .
وقد جعلت من مسرحية (الفارس الضائع) موضوعاً لهذا البحث الذي جاء عنوانه ( صورة الشخصية التاريخية في المسرح الشعري المعاصر في سوريا بين تجليات التاريخ وجماليات الفن : مسرحية الفارس الضائع لسليمان العيسى أنموذجاً ) .
وقد قسمت البحث إلي فصلين يسبقهما مقدمة وتمهيد ، ويليهما خاتمة وفهرس لأهم المراجع ، وذلک علي التفصيل التالي :-
المقدمة : وفيها الحديث عن أهمية الموضوع ، وسبب اختياره ، وخطة دراسته .
التمهيد : ويشتمل علي التعريف بالشاعر سليمان العيسى ومسيرته الإبداعية ، ثم إطلالة عامة على مسرحيته  ( الفارس الضائع ) .
الفصلالأول: تجليات التاريخ ، وقد عرضت فيه لتحليل مشاهد المسرحية الثلاثة عشر تحليلاً يوِضح الأحداث ، ويکشف عن تجليات التاريخ فيها .
الفصلالثاني : جماليات الفن ، وفيه تناولت أهم ملامح البناء الفني للمسرحية، وما اشتملت عليه من جماليات فنية .
الخاتمة : وفيها خلاصة الموضوع وأهم نتائجه ، وبعض التوصيات المقترحة
في مجاله .

فهرستالمراجع : وفيه أهم المراجع التي اعتمد عليها البحث مرتبةً
ترتيباً أبجدياً .

والله أسأل أن يکون بحثي هذا من قبيل العلم النافع ؛ إنه أعزُّ مسئول وأکرم مأمول
والله الموفق وهو الهادي إلي سواء السبيل ،،،