الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذى لم يلد ولم يولد ولم يکن له کفواً أحد0 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وکشف الله به الغمة. أما بعد إن الفکر هو لب العقل وأساسه، وتقويمه واعتماده؛ فإن سلم صحت تلک الأفکار التي يحملها فتنتج بإذن ربها ثمارها اليانعة، وإن خبثت واستقت أفکاراً خبيثة وهدامة لم يُجنَ منها إلا العلقم، ولم يبلَ العقل بمثل بلوى الانحراف؛ فهو مسلک خطير من سلکه هلک ومن اتقاه نجا واستدرک. فالانحراف الفکري کالرمال المتحرکة التي سرعان ما تلقي بصاحبها داخل جوفها، هل تراه يعيش بعدها؟ وصاحب الفکر المنحرف يتلقى أفکاره من مصادر خبيثة لتصادف هوى، فيصبح بأذيالها متمسکاً وبشأنها متعبداً؛ فهي نواة تبقى في ذهنه، وسرعان ما تنمو وتکبر مع مرور الزمن وتلقِّيه المستمر، وما ذلک إلا من الخلل الذي أحدثه في البداية وهو تلقي الأفکار من غير مصادرها الأساسية الأصلية، ثم ينعکس ذلک تماماً على عقيدته وواقعه ولم يکن هناک شيء أخطر على الأمة من الانحراف الفکري؛ فبه تحدث المنازعات والخلافات العقدية والفکرية والشـقاقات السـياسية والاقتصادية ويصرفها عن النظر لواقعها وحالها، ومنه تخرج أجيال غايـة علمهم التعصب لآرائهم والعـداء لمن خالفهم، وتربية من خلفهم على ما تعلموه وما أتقنوه، وله تُدَس المؤامرات والدسائس والخطط والنقائص قال - تعالى -: { الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِکُمْ فَإن کَانَ لَکُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ قَالُوا ألَمْ نَکُن مَّعَکُمْ وَإن کَانَ لِلْکَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا ألَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْکُمْ وَنَمْنَعْکُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْکُمُ بَيْنَکُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْکَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }
أهداف الدراسة محتوىالصفحة تهدفالدراسة إلى تحقيق جملة من الأهداف التالية: 1- التعرف على المفاهيم المتعلقة بالعقل . 2- بيان أنواع وأسباب الانحرافات الفکرية . 3- إيضاح الشريعة للانحرافات الفکرية. 4- إيضاح آثار وسبل معالجة الانحرافات الفکرية. ومقاومة الانحراف الفکري الخطير، المؤدي إلى التفجيرات والتطرف والخروج على ولي الأمر وتفکيک المجتمع. 5- کيفية تلافي هذا الخطر وسبل الوقاية منه . منهج البحث وقد استخدمنا في هذا البحث المنهج التحليلي القائم على تحليل محتويات النصوص واستخراج المعنى منها، وإبرازه في صورة مبسطة، وصياغتها بصيغة موضوعية . وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يأتي في: مقدمة، وأربعة مباحث، ثم خاتمة، وفهرس للمصادر والمراجع . أما المقدمة: فقد اشتملت على أهمية الموضوع، والهدف من الدراسة، ومنهج البحث وخطة البحث . وأما المباحث فقد جاءت مرتبة على النحو التالي: ـ المبحث الأول: التعريف بالانحراف الفکري وأنواعه ـ المبحث الثاني: أسباب الانحراف الفکري وعوامل انتشاره ـ المبحث الثالث: النتائج و الآثار المترتبة على الانحراف ـ المبحث الرابع: وسائل الوقاية وسبل حماية المجتمع من الانحراف الفکري في العصر الحاضر ـ الخاتمة : وقد اشتملت على أهم نتائج البحث . ونسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا أنه ولى ذلک والقادر عليه وهو الهادي إلى سواء السبيل .
محمد عبد الرحمن, فتحي, & سالم آل خرصان, خالد. (2017). أثر الانحراف الفکري على الفرد والمجتمع ووسائل الوقاية منه. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 21(2), 1622-1712. doi: 10.21608/bfag.2017.7296
MLA
فتحي محمود محمد عبد الرحمن; خالد محمد سالم آل خرصان. "أثر الانحراف الفکري على الفرد والمجتمع ووسائل الوقاية منه", حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 21, 2, 2017, 1622-1712. doi: 10.21608/bfag.2017.7296
HARVARD
محمد عبد الرحمن, فتحي, سالم آل خرصان, خالد. (2017). 'أثر الانحراف الفکري على الفرد والمجتمع ووسائل الوقاية منه', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 21(2), pp. 1622-1712. doi: 10.21608/bfag.2017.7296
VANCOUVER
محمد عبد الرحمن, فتحي, سالم آل خرصان, خالد. أثر الانحراف الفکري على الفرد والمجتمع ووسائل الوقاية منه. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2017; 21(2): 1622-1712. doi: 10.21608/bfag.2017.7296