الإدماج عند البلاغيين دراسـة تـاريخـية فـنـيـة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين - بالقاهرة

المستخلص

الحمد لله بديع السماوات والأرض، الذي له الحمد في الأولى والآخرة، والصلاة والسلام على من خاطبه ربه بقوله: } قُلْمَاکُنتُبِدْعًامِّنْالرُّسُلِ{ وعلى آله وصحبه وسلم .
وبـعـد,,,
فهذه دراسة لفن الإدماج أحد صور البديع المعنوي وهي بعنوان :
( الإدماج عند البلاغيين دراسة تاريخية فنية) وفن الإدماج- على حد قول الإمام العلوي-  (کثير الدّور فى لسان الفصحاء؛ فإنهم يستعملونه کثيراً، وإنما يظهر بنظر دقيق واستخراج خفىّ وتفطّن لطيف.)

وقد ظل فن الإدماج دائراً على ألسنة الشعراء والفصحاء إلى يومنا هذا
فهو باب من أبواب البلاغة العالية، وصرح من صروح المعاني السياقية، ومشهد من مشاهد الفهم الدقيق والعلم الأنيق، يکشف قيمة نَفْسِيَة نَفِيسَة، فيه تظهر مقدرة البليغ؛ بدمجه غرضاً من أغراض الکلام في آخر، أودمجه فناً من فنون البديع في آخر؛ بحيث لا يظهر في الکلام إلا أحد الغرضين أو أحد الفنين البديعيين، والآخر مدمج في الغرض الذي هو مصرح به في الکلام .
ويأتي بذلک الاقتران بدون تکلف وبدون خروج عن الغرض المسوق له الکلام.
 
أهمية الموضوع في الدراسة البلاغية والنقدية:
أما عن أهمية هذا الموضوع فهي- في نظري- ترجع إلى الأمور التالية:
أولاً: التأصيل التاريخي لفن الإدماج.
ثانياً:  التمييز بين الإدماج وکل من الاستتباع والتعليق والتمزيج.
ثالثاً: الجمع بين التطور التاريخي لفن الإدماج والجانب البلاغي الفني له.
وقد تناولت هذه الدراسة أسلوب الإدماج من جهتين:
أولاهما: دراسة فن الإدماج دراسة تاريخية مفصلة، تتبعت فيها تطور هذا الفن تطوراً تاريخياً، ومفصلاً جوانبه المختلفة في تراث البلاغيين، ومبيناً أهم أغراضه البلاغية من خلال تحليل الشواهد المختلفة.  
والأخرى: دراسة لفن الإدماج دراسة فنية، فهي مع تتبعها التاريخي لتطور هذا الفن لم تغفل الاهتمام بالجانب البلاغي الفني لهذا الفن؛ فبينت حقيقة الإدماج ومعناه عند اللغويين والبلاغيين، وشرطيه، ووجه المناسبة بين المعنيين اللغوي والاصطلاحي، وميزت بين فن الإدماج وکل من الاستتباع والتعليق والتمزيج، وتناولت بالتحليل صورتي الإدماج وسقت لهما الکثير من الشواهد القرآنية والنبوية والشعرية، مبيناً أهم أغراضه البلاغية.
أسباب اختيار الموضوع :
   وقد کان وراء اختياري لفن الإدماج عدة أسباب من أهمها ما يلي:
1- شيوع فن الإدماج في اللسان العربي فهو - على حد قول الإمام العلوي-  (کثير الدّور فى لسان الفصحاء؛ فإنهم يستعملونه کثيراً، وإنما يظهر بنظر دقيق واستخراج خفىّ وتفطّن لطيف.)

2- لم أجد أحداً من الباحثين- فيما قرأت- بحث هذا الموضوع، فأردت أن يکون عملي إضافة جديدة إلى جهود السابقين في الدراسات البلاغية والنقدية.
3- أن جل البلاغيين القدماء قد خلطوا بين الإدماج وکل من التعليق والاستتباع والتمزيج؛ حيث أدخلوا شواهد الاستتباع في الإدماج، کما سنرى عند أبي هلال، وأدخلوا شواهد التعليق في الإدماج  حتى إن أسامة بن منقذ ت (584هـ) صرح بأنهما شيء واحد.
فأردت أن أميز بينه وبين کل من التعليق والاستتباع والتمزيج .
4- افتقار شواهد الإدماج إلى شواهد جديدة- وخاصة الشواهد القرآنية- فأردت استخراج شواهد قرآنية جديدة على أسلوب الإدماج غير المذکورة في کتب البلاغة.   
الدراسات السابقة:
لم يقم أحد من الباحثين- فيما قرأت- بعمل دراسة خاصة لفن الإدماج من الوجهتين التاريخية والفنية؛ فهو بکر في وجهته .
منهج البحث :
اعتمدت في معالجتي للموضوع على المنهجين التاريخي والفني؛ فقد تتبعت التطور التاريخي لفن الإدماج عند المتقدمين والمتأخرين والمحدثين، فکنت أبين جهد کل عالم في دراسته للإدماج، وما أضافه على سابقيه، ومنهجه في تناوله للإدماج .   
 خطة البحث :
بني البحث على مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة.
أما المقدمة: فقد تحدثت فيها عن الموضوع وأهميته في الدراسات البلاغية والنقدية، وأسباب اختياره ودواعيه، وعن الدراسات السابقة، والمنهج الذي اتبعته في معالجة الموضوع، والخطة التي سرت عليها فيه .
أماالتمهيد: ففيه مطلبان:
المطلب الأول: مفهوم البديع عند اللغويين والبلاغيين.
المطلب الثاني: مفهوم الإدماج عند اللغويين والبلاغيين .
أما المبحث الأول: فکان عن :
                                    الإدماج في دراسات المتقدمين.
أما المبحث الثاني: فکان عن:
                                    الإدماج في دراسات المتأخرين.
أما المبحث الثالث: فکان عن:
                                   الإدماج في دراسات المحدثين .
أما المبحث الرابع: فـکــان عـن:
                                    صور الإدماج وبلاغته عند البلاغيين.
أما الخاتمة: فقد اشتملت على أهم نتائج البحث. 
 
هذا والله أسأل أن ينال البحث الرضا والقبول
إنه ولي ذلک والقادر عليه .


الكلمات الرئيسية