البعد النفسي والفني في عتاب الآخر للشاعر في القصيدة الهُذَلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية بجرجا ـ جامعة الازهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين ، سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،وعلي آله وصحبه والتابعين ، صلاةً وسلاماً دائمَين متلازمَين إلى يوم الدين .
أما بعد
فإن الشعر هو سجل العرب الأکبر، وديوانهم الأشهَر ، الذي عبروا فيه عن علاقتهم بغيرهم: حبًا وکرهًا ، وصداقةً وعداوة، بل عرضوا فيه خلجات نفوسهم ، ودقات قلوبهم ، ونوازع أفکارهم .
ويمثل موضوع العتاب جانبا مهما من جوانب تصوير علاقة الشاعر بمَنْ يحيطون به ، أو تربطه وإياهم علاقة وصلة، فقد عمد الشعراء إلى تصوير عتابهم للآخر أو عتاب الآخر لهم ، وما وراء ذلک من دوافع نفسية .
  وتُعد قبيلة هذيل من القبائل ذات المکانة الاجتماعية والأدبية بين القبائل العربية، فقد کانت من القبائل العربية التي اشتهرت بالفصاحة والبيان ، فقد کثر شعراؤها ، وعُرفت أخبارهم ، وذاع صيتهم ، وتناقلت الرواة هذه الأشعار . يقول الدکتور/ عبد الجواد الطيب عنها : " قبيلة هذيل إحدى قبائل الحجاز ، ومن أقربها إلى قريش جوارا ونسبا وصهرا ، وکان لها دور في صدر الإسلام صدا وإعراضا، أو قبولا وتسليما ، وکان لبعض رجالها في الجاهلية شأن ، ورجالاتها في الإسلام لهم کبير خطر ، وکان لشعرها وشعرائها أثر کبير في اللغة والأدب ، فقد کان حظ الهذليين – فيما يبدو – من الشعر والشعراء أکثر من حظ غيرهم من العرب "
 ونظرا لهذه المکانة التي حظيت بها قبيلة هذيل عامة ، وشعراؤها خاصة ، فقد اهتم بها أهل الأدب ورواة الشعر فنقلوا لنا أشعارهم ، وجمعوها في ديوان حمل اسم هذه القبيلة ( ديوان الهذليين) ، وقد تعرض لهذا الديوان عديد من شراح الدواوين أمثال السکري ، وابن جني فشرحوا قصائده ، وکشفوا غوامضه .
لهذه الأسباب عقدت العزم ، وتوکلت على الله ، وقمت بعمل هذه الدراسة التي تتناول البعد النفسي والفني في عتاب الشاعر للآخر في القصيدة الهُذَلية، راجيا من الله تعالى التوفيق والقبول ، ومن قبلهما العون والسداد .
ويمکن إيجاز أهمية الموضوع الأدبية في أن الشعر المروي عن هذيل هو شعر يمثل الفکر الأدبي لدى قبيلة عربية مشهورة ، وقد مکن هذا الشعر من الکشف عن المنهج الفکري والاجتماعي، والنفسي والثقافي لهذه القبيلة ، ولاشک أن هذا يکشف الکثير عن المکانة الأدبية لهذه القبيلة العربية العريقة، ويجلي بعض الجوانب النفسية والفنية لشعرائها .
 وقد جاء البحث في مقدمة وتمهيد ، ثم في فصلين ، تلحقهما الخاتمة والفهارس الفنية .
 
والله أسأل أن يجعل هذا العمل مقبولاً ، فإن أکن قد أصبت فذلک فضل من الله ، وإن تکن الأخرى فلا يکلف الله نفسًا إلا وسعها ، وحسبي أنني اجتهدت وأخلصت النية فيه ، والکمال لله – تعالى- وحده .
وما توفيقي إلا بالله علية توکلت وإليه أنيب

الكلمات الرئيسية